مراسل الثورة “أ ع”:
منذ أن أبرمت قوات سوريا الديمقراطية صفقة مع تنظيم الدولة الإسلامية في أيلول 2017، أفضت لانسحاب عناصر التنظيم وعوائلهم من الرقة باتجاه البادية وريف ديرالزور ومخيم الهول، بعد تدمير أكثر من 80 بالمئة من البنية التحتية والخدمية والسكنية، انتهجت «قسد» وذراعها المدني «مجلس الرقة المدني » سياسة الاستيلاء على المدارس والمباني الحكومية وأملاك وأوقاف الدولة.
حيث تم تخصيص مبنى المعهد المصرفي وتحويله لما يسمى المجلس المدني، وتم تحويل مبنى مدرسي آخر بجواره لمايسمى «المجلس التنفيذي»، فيما استولى مجلس «إدلب الخضراء» على مدرسة أخرى قرب دوار أمن الدولة، ومبنى مدرسي آخر لقيادة لواء الشمال ومصادرة ممتلكات وشقق تعود لموظفين وأهالٍ في منطقة دوار أمن الدولة ودوار باسل، والاستيلاء على مجمع حوض الفرات من قبل الاستخبارات العسكرية بـ«قسد»، وتحويله إلى مقر العلاقات.
بالمقابل وبحسب مراسل الثورة في الرقة، استقبلت الإدارة الذاتية أواخر العام 2024 مايقارب 50 ألف عائلة من القومية الكردية من «عفرين، وشهبا، وتل رفعت»، وتم تخصيص 82 مدرسة موزعة بالريف والمدينة كمراكز إيواء لهم، ما أوقف العملية التدريسية لطلاب المراحل التعليمية الثلاث «حلقة أولى وثانية وثانوي».
على صعيد متصل، شهد حي البانوراما الشعبي في مدينة الرقة الأربعاء اقتحام مدرعات وآليات عسكرية تتبع لـ«قسد»، يرافقها عشرات العناصر المدججين بالسلاح، وبالتحديد منطقة بنايات الإسكان، انتشر العناصر وجمعوا السكان في الحي وأجبروهم بقوة السلاح على إخلاء منازلهم فوراً، ما تسبب بحالة من الذعر والهلع بين النساء و الأطفال.
وبحسب مراسل الثورة بالرقة، فإن عملية الإخلاء جاءت بالتزامن مع رفع سواتر ترابية حول المنطقة، كونها تضم مقرات أمنية وعسكرية تابعة لـ«قسد»، من بينها مقر الجمارك ومواقع أمنية أخرى، وسط انتشار ملحوظ للمدرعات عند جامع زين العابدين قرب دوار البانوراما.
وأشار المراسل إلى أن عملية التضييق والتهديد للعوائل جاءت منذ من عشرة أيام، حين بدأت ميليشيا «قسد» ببناء سور إسمنتي مقابل حي البانوراما، وبدأت عبر «الكومينات» بإبلاغ الأهالي القاطنين ضمن هذا السور بضرورة إخلاء منازلهم، لأنها ستتحول إلى منطقة عسكرية مغلقة.
من جهة أخرى، بيّن الأهالي رفضهم هذا الإنذار الجائر، فحاولت «قسد» امتصاص الغضب بعرض شراء المنازل، ولكن فقط من يحمل بيان ملكية نظامياً، رغم أن معظم أهالي الحي لا يملكون سوى عقود شيوع بحكم الواقع الراهن.
فيما استمرت أعمال البناء بقيادة متعهد تابع لهم، لكن أهالي الحي تصدّوا له، وأوقفوه عن العمل، وتقدّموا بشكوى رسمية إلى مجلس الحي (حسين النكزي) والمجلس العام.
و قبل ظهر أمس الأول الخميس، أرسلت «قسد» قوات «كوماندوس» مدعومة بعربات «همر» مصفحة وعشرات العناصر المسلحة، فقاموا بطرد اللجنة والأهالي بالقوة، وأكملوا بناء السور رغماً عن الجميع.
وبحسب المراسل، فإن مايقارب الـ300 عائلة من سكان الرقة، سيتم تهجيرهم عنوة، وهو مايرتقي للتهجير القسري وتحويل الأحياء المدنية إلى ثكنات عسكرية، وضم عوائل مهجرة من القومية الكردية «عفرين، تل رفعت، شهبا» بدلاً من سكانها الأصليين.