تكريم 150 طالباً من المعاهد التقنية بحلب أنهوا برنامج التدريب العملي الصيفي في منشآت الشيخ نجار الصناعية
الثورة – جهاد اصطيف:
احتضن مقر غرفة صناعة حلب اليوم، حفل تكريم طلاب المعاهد التقنية المشاركين في برنامج التدريب العملي الصيفي، الذي نفذته الغرفة بالتعاون مع جامعة حلب، بمشاركة فاعلة من المنشآت الصناعية في المدينة الصناعية بالشيخ نجار، في خطوة تعكس التقاطع البنّاء بين مؤسسات التعليم وسوق العمل.
حضر الحفل كل من الدكتور محمد أسامة رعدون رئيس جامعة حلب، والمهندس محمد زكريا كعدان نائب رئيس غرفة الصناعة، والدكتور خير الدين طرشة نائب رئيس جامعة حلب، والمهندس أحمد مهدي الخضر أمين سر الغرفة، وأمين جامعة حلب، ومدير المعاهد التقنية، وعدد من أعضاء الهيئات التدريسية والصناعيين المشاركين.
جسر إلى سوق العمل
في كلمته، أكد الدكتور رعدون أهمية ربط التعليم النظري بالممارسة الميدانية، موضحاً أنه لا يمكن لأي طالب أن يكون مؤهلاً للمنافسة في سوق العمل من دون خبرة عملية، وما تحقق اليوم هو خطوة فعلية لبناء كفاءات وطنية قادرة على الدخول بثقة إلى ميادين الإنتاج.
وأشار إلى أن البرنامج لا يقتصر على نقل المهارة، بل يغرس قيم الانضباط والعمل الجماعي، داعياً إلى تعميم النموذج وتطويره ليشمل اختصاصات أوسع وفترات أطول.
الصناعة تدعم الشباب
من جانبه، شدد المهندس كعدان على أن غرفة الصناعة تضع في أولوياتها تعزيز العلاقة مع المؤسسات التعليمية، منوهاً بأن الاستثمار في الإنسان لا يقل أهمية عن الاستثمار في المكننة والخطوط الإنتاجية، فالصناعة بحاجة إلى أيدٍ عاملة، تمتلك الكفاءة التقنية والمعرفة العملية.
وأشار إلى أن البرنامج يعكس فلسفة تنموية طويلة الأمد تتبناها الغرفة، مضيفاً: إن فتح المنشآت الصناعية أمام المتدربين ليس أمراً شكلياً، بل هو التزام فعلي ببناء جيل صناعي جديد يساهم في إعادة إعمار سوريا على أسس علمية.
تدريب 150 طالباً ضمن 12 منشأة
الدكتورة رولي ماردللي، مديرة مركز تنمية الموارد البشرية وبناء القدرات في الغرفة، قدمت خلال الحفل عرضاً عن سير البرنامج، موضحة أنه شمل 150 طالباً وطالبة من تخصصات متعددة، منها: الغزل والنسيج، والتحكم الآلي، والكهرباء، والإنتاج، و التدفئة والتكييف، و إدارة الأعمال.
وأشارت إلى أن الطلاب توزعوا على 12 منشأة صناعية في الشيخ نجار، أبدى أصحابها تعاوناً ملحوظاً وحرصاً على نقل الخبرة العملية للمتدربين.
جهود مقدّرة
كما تم خلال الحفل تكريم الكوادر الإدارية والمشرفين على البرنامج، إلى جانب عدد من الصناعيين الذين استقبلوا الطلاب في منشآتهم، وتولوا تدريبهم ميدانياً.
أحد المشرفين في منشأة لصناعة النسيج، عبّر عن فخره بالمستوى الذي أبداه المتدربون، مؤكداً أن بعض الطلاب أبدعوا في استخدام الماكينات بعد أيام قليلة فقط، ما يشير إلى جاهزيتهم وسرعة استيعابهم.
فيما أشار عدد من الطلاب إلى أنهم أول مرة يلمسون فيها أجهزة صناعية حقيقية، حيث كانت التجربة مكثفة ومليئة بالتحديات، لكنها جعلتنا نشعر أننا فعلاً مستعدون للعمل الميداني.
وفي ختام الحفل، تم توزيع شهادات التقدير على الطلاب المتدربين، والمشرفين الصناعيين، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز، فبينما يوشك العام الدراسي على الانطلاق، يغادر هؤلاء الطلاب إلى معاهدهم وقد باتت أيديهم أكثر دراية، وعقولهم أكثر اتصالاً بالواقع العملي، وأحلامهم أوضح في رسم مستقبل يرتبط بالإنتاج والعمل الحقيقي.
هكذا تبدأ النهضة الصناعية، من قاعات المعاهد إلى خطوط الإنتاج.