أصدرت محكمة ستوكهولم الجزائية في السويد، يوم الخميس، حكماً بالسجن مدى الحياة بحق المواطن السويدي من أصل أجنبي أسامة كريم (32 عاماً)، بعد إدانته بالمشاركة في جريمة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً داخل قفص حديدي في سوريا عام 2015، في واحدة من أكثر الجرائم الوحشية التي نفذها تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن المتهم أسهم بفعالية في تنفيذ الجريمة، حتى وإن لم يكن هو من أشعل النار، معتبرة مشاركته سبباً مباشراً في مقتل الكساسبة، وبالتالي تحمّله كامل المسؤولية الجنائية. وقالت القاضية آنا ليلغينبرغ غوليسغو :إن المحكمة تأكدت من “تواطؤ كريم في تنفيذ الفعل الإرهابي”، بعد دراسة الأدلة المقدمة منذ انطلاق المحاكمة في حزيران/يونيو الماضي.
ويُعد الحكم سابقة قانونية ضمن تطبيق السويد لصلاحياتها في ملاحقة المتورطين بجرائم الحرب والجرائم الإرهابية، حتى لو ارتكبت خارج أراضيها، بموجب التزاماتها بالقانون الدولي الإنساني.
وكان أسامة كريم قد أُدين سابقاً بضلوعه في هجمات باريس عام 2015 وتفجيرات بروكسل عام 2016، قبل أن يُسلَّم من فرنسا إلى السويد للمثول أمام القضاء في قضية الكساسبة. وعلى الرغم من إنكاره للمشاركة المباشرة في القتل، إلا أن التحقيقات أثبتت أنه كان جزءاً من الفريق الذي جهّز لعملية الإعدام المروعة.
في الأردن، أعلنت الحكومة متابعتها الحثيثة لتفاصيل القضية، مؤكدة على لسان مصدر رسمي لقناة “المملكة” أهمية هذه المحاكمة من حيث رمزية الشهيد الكساسبة كضابط في سلاح الجو الأردني. وكشفت العائلة، على لسان شقيقه جواد الكساسبة، أن المحامي السويدي ميكيل ويسترلند يمثلهم أمام المحكمة، بعد زيارة أجراها إلى منزل الأسرة في محافظة الكرك.
وقد تقدمت العائلة بطلب رسمي لنقل المتهم إلى الأردن من أجل استكمال التحقيق وكشف كافة ملابسات الجريمة، وسط تعهد بالسعي إلى إنصاف العدالة والقصاص العادل.
واعتبر الادعاء العام السويدي أن مشاركة كريم في إجبار الكساسبة على دخول القفص، وتوثيق الجريمة ضمن عملية منظمة تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي، يندرج تحت تصنيف “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”. ووصفت المحاكمة بأنها “خطوة جوهرية في مسار المحاسبة الدولية لعناصر داعش”، وتأكيد على عدم إفلات مرتكبي الفظائع من العقاب.
وكان تنظيم “داعش” قد بث في شباط/فبراير 2015 مقطع فيديو بعنوان “شفاء الصدور” يُظهر عملية إعدام الطيار الأردني الذي أُسر بعد تحطم طائرته أثناء تنفيذ مهمة عسكرية في سوريا. ظهر الكساسبة مرتديًا بدلة برتقالية داخل قفص حديدي قبل إشعال النار فيه، في مشهد تكرر لاحقًا في جرائم مشابهة ضد جنود أتراك وآخرين.