” الموسم البغيض” يؤرق وزارة الزراعة..أكثر من 1200 حريق زراعي وحراجي وخطة استدراك وتأهب عالية المستوى
ثورة اون لاين – نهى علي:
بات للحرائق موسمها كما باقي المواسم التقليدية المعروفة في الأرياف ومناطق الإنتاج والكثافة العشبية والحراجية، وهي مشكلة تتفاقم وتظهر بشكل أوضح في أشهر ما بعد فصل الشتاء المطير و بالتالي الكثافة العشبية التي تتحول من نعمة إلى نقمة عندما تصل إلى مرحلة اليباس.
إذ كشفت تقارير مديرية الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، أن عدد الحرائق التي حدثت خلال النصف الأول من هذا العام- لاسيما خلال الشهرين الأخيرين – بلغت حتى تاريخه 138 حريقا حراجيا و1080 حريقا زراعيا شاركت في إخماده فرق حماية الغابات (فرق إطفاء الغابات) في وزارة الزراعة، وكان أغلب هذه الحرائق في منطقة الغاب بحماة 220 حريقا، حلب 210 حرائق، اللاذقية 197 حريقا بمساحات متفاوتة من خمسة أمتار إلى مئات الدونمات، إضافة إلى عشرات الحرائق التي افتعلتها قوات الاحتلال – الأمريكية – التركية ومن يتعامل معهم في المنطقة الشرقية من سورية والتهمت آلاف الهكتارات من المزروعات وخاصة مادتي القمح والشعير بهدف محاربة المواطن في لقمة عيشه.
فيما تلفت مصادر المديرية إلى تكثيف مساعي استدراك الأضرار التي تسببت بها هذه الحرائق، والاعتداءات على الموارد الطبيعية والزراعية السورية، وتشير إلى مسارعة وزارة الزراعة وعدد كبير من المواطنين المتطوعين ضمن جمعيات وحملات تطوعية لإعادة التحريج والتشجير في المواقع الحراجية المحروقة بالتنسيق مع مديرية الحراج بهدف إعادة الغطاء الأخضر للمساحات المذكورة، الأمر الذي ترى المديرية أنه ظاهرة إيجابية تؤكد حرص المواطنين أصحاب الغيرة على المصلحة الوطنية وحماية ثروات البلد وإلى تعويض الخسائر من خلال الإسراع بتحريج المواقع الحراجية المحروقة.
وتطمئن مديرية الحراج على جهود الاستدراك، لافتةً إلى زرع مساحات جديدة ومستصلحة بهدف زيادة المساحة الخضراء وإعادة الغطاء النباتي وتحقيق الهدف البيئي والاقتصادي والاجتماعي من خلال تشغيل الأيدي العاملة في المناطق الحراجية وكافة السكان المحليين القاطنين داخل وعلى أطراف الغابات – حيث بلغت خطة التحريج لموسم 2019 – 2020 مساحة 3150 هكتارا.
وذلك على التوازي مع أعمال رعاية الغراس الحراجية المزروعة في المواقع الحراجية وتأمين الخدمة اللازمة من سقاية – تعشيب، وتركز أعمالها في مواقع التحريج الاصطناعي المحروقة التي يتم تأهيلها من إزالة الأخشاب والأحطاب المحروقة بواسطة فرق التربية والتنمية التابعة لدوائر الحراج في المحافظات.
وكانت تقارير وزارة الزراعة وبياناتها التي صدرت على خلفية تزايد أعداد الحرائق، أكدت أولويات اهتمام الوزارة بإعادة تأهيل المواقع المحروقة لإعادة إعمار هذه الغابات من خلال اختيار الأنواع الحراجية الملائمة للظروف البيئية والتابعة للمنطقة والتركيز على الأنواع المتعددة الفوائد وأهمها (الغار – السماق – البطم – الخرنوب – الصنوبر الثمري..)، مع مراعاة الأنواع المحلية النامية طبيعياً في الموقع لإتاحة الفرصة لها بتجديد نفسها من خلال البذور أو الأخلاف.
و تتحدث مصادر الوزارة عن مخاطر الحرائق التي تحدث في الغابات والمواقع الحراجية والأراضي الزراعية، مبينةً أن الحرائق تحدث في سورية ودول أخرى بظروف مشتركة طبيعياً أو نتيجة نشاط بشري، ولكن أغلب الحرائق التي تحدث في منطقة البحر الأبيض المتوسط – وسورية من ضمنها – تكون ناتجة عن النشاط البشري، مشيرة إلى أن هذا النشاط البشري الذي يسبب هذه الحرائق ناتج عن الإهمال أو حريق مفتعل لغاية يحققها المعتدي.
وبالعودة إلى ترميم الغطاء الحراجي..فقد بينت الوزارة أن خطة المشاتل الحراجية لعام 2019 – 2020 قرابة 6 ملايين غرسة، وكانت نسبة التنفيذ 100%، وحفاظاً على الغابات سارعت مديرية الحراج لشق الطرق التخديمية للمواقع الحراجية بلغ طولها أكثر 110 كم، وأيضاً شق الطرق الحراجية بالغابات الطبيعية أكثر من 64 كم لعام 2019، والمخطط لهذا العام 64/كم أيضاً، كما عملت المديرية على تعزيل وترميم الطرق بمسافة 3828 كم، لهذا العام وذلك استكمالاً لخطة الترميم والتعزيل لعام 2019 والتي بلغت 3471 كم.
وتتم مناقشة خطة التحريج والمشاتل وشق وترميم الطرق مع الدوائر في المحافظات بما يحقق الهدف والغاية التي تعمل لأجله مديرية الحراج وهي الديمومة والاستمرارية للغابات والحفاظ على المنتجات الخشبية والورقية والزهرية، إضافة إلى الفوائد البيئية، وبالتالي المساهمة في دعم الخزينة العامة للدولة من خلال الاستثمار الأمثل لموارد الغابات.
يذكر أنه قد تم الإيعاز إلى جميع الجهات بأنها معنية بخطة مكافحة الحرائق والحد من أسباب انتشارها والتواجد في المكان لتقديم الدعم والمؤازرة لفرق منظومة الإطفاء مع تأكيد ضرورة تنظيف الطرق وعدم الحرق في الأراضي الزراعية وتعزيل الأراضي بشكل سليم وتأهيل مناهل المياه لسهولة الوصول إليها، في وقت أوعزت المحافظة لشركة الكهرباء بالحد من التداخلات بين أسلاك الشبكة الكهربائية والأشجار.