ثورة أون لاين- عمار النعمة:
شكسبير وشوقي مفارقات أنثوية (قراءة في مسرحيتي ترويض الشرسة والبخيلة) عنوان كتاب صدر عن دار التكوين من تأليف الباحثة الدكتورة مانيا سويد بـ222 صفحة من القطع المتوسط.
يبحث الكتاب في واحدة من (الشطحات) المسرحية التي قدمها كل من الشاعرين, والشطط الخيالي الذي صاحبهما في تجربتين مسرحيتين فريدتين قياساً على ما اعتاده الناس في أعمالهما, حيث خرجا عن المألوف في تقديم صورة المرأة, المألوف الذي تعرفنا عليه في أعمالهما والمألوف في المرأة بوجه عام.
الكتاب ليس نقدياً, فلا يعنى ببيان الحسن والرديء, ولا يتطلع لكشف المحاسن والعيوب, ولا يبحث في طبيعة الأعمال الأدبية للشاعرين الكبيرين, شكسبير وشوقي, ولا يجري تقييماً فنياً لها, فتلك مهارات لا يقدر عليها إلا النقاد بما يملكون من مؤهلات وتجارب وفكر وحس نقدي, أما ما سطر في الكتاب فهو قراءة جديدة للشاعرين في عملين من أعمالهما المسرحية, (ترويض الشرسة لشكسبير, والبخيلة لشوقي).
وجاء في المقدمة: قد يوحي عنوان هذا الكتاب أنه يعقد مقارنة, أو موازنة, بين الشاعرين شكسبير وشوقي, لكن الحقيقة غير ذلك, هو يقدم في جانب من محتوياته قراءة حديثة للحياة الأدبية لشكسبير وشوقي, ويراجع المناخين الأدبي والمهني لكليهما, ويحاول أن يقدم تفسيراً عصرياً لما تواترت على ترديده المراجع التاريخية والأدبية لتفاصيل العلاقات الإنسانية التي مرت بحياة الشاعرين, وفي الوقت نفسه يناقش جانباً من المسلمات التي تناقلتها الأجيال من قبل كما هي, دون تمحيص ومناقشة, ويقدم ما يتيسر من الردود إن كان لها مقام.
ويطرح الكتاب بصفة خاصة وجهة نظر أو قراءة خاصة وتأملات, في واحدة من فلسفات الشاعرين التي ظهرت جلية في أعمالهما الشعرية والمسرحية, وإذا كان قد أورد جانباً من المقارنات والموازنات بين الشاعرين في بعض المواضيع, فذلك فقط من أجل إتمام الصورة التي استهدفها, ولتقديم الأسانيد التي تؤيد وجهة النظر التي قدمها.
يكشف المتابع لما قدمه الشاعران من أعمال أن كل منهما يحمل الكثير من الافكار الفلسفية، ليست فلسفة صريحة مباشرة، لكن يمكن التقاطها من القصائد والمسرحيات، تلك الفلسفات لها من السعة والكثرة ما يقترب من عدد ما قدمه الشاعران من أبيات.
وتختتم د.مانيا: رأيت أن القراءة التي تتوافق مع هدفي من تأليف هذا الكتاب لن تصل إلى القارئ بالصورة المقصودة ما لم يمهد لها بمقتطفات من تاريخ المسرح بوجه عام والكوميدي بوجه خاص, فوضعت مبحثاً تمهيدياً عرضت فيه لبعض من الملامح العامة للمسرح في اليونان القديم, ثم في عصر النهضة في بريطانيا وفرنسا, ثم عرضت موجزاً للبدايات الأولى للمسرح العربي الحديث في لبنان وسورية ومصر, وجميعها مجرد نماذج لتقديم أمثلة على تاريخ المسرح.