هنا يولد الفن من جديد.. طلاب المعهد العالي يصنعون نهايتهم السعيدة 

الثورة – حسين روماني:

فوق المسرح المكشوف في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، تهادت نسمات صيفٍ عابر مساء الاثنين، وكأنها تنصت تُصفّق وتهمس بعبارة “هنا يُولد الفن من جديد، وقف طلاب السنة الثالثة – قسم التمثيل -أمام الجمهور لا ليؤدوا امتحاناً يؤهلّهم للوصول إلى السنة الأخيرة من دراستهم فقط، بل ليعيدوا الحياة كما كتبها الكاتب الإنكليزي ويليام شكسبير بنصّه “الليلة الثانية عشرة” حيث الحب متنكر، والهوية في اختبار، والحرية ترى طريق العودة، بجرعة متوازنة من الكوميديا والدراما حملت توقيع الأستاذة والفنانة مريم علي التي كانت مشرفة العرض، وكان أهل الفن من فنانين ومخرجين شهوداً عليها.

سار العرض ضمن خطّه الكلاسيكي بالأزياء والمكياج وحتى مكان العرض الذي كان أشبه ببلاطات القصورالمطلّة على الحدائق، بتجسيد قصة فيولا التي نجت من غرق السفينة وتنكّرت بزي رجل لتبدأ سلسلة من المفارقات الغرامية المعقّدة، الدوق “أورسينو” يحب أوليفيا، أوليفيا تحب “سيزاريو” الذي هو في الحقيقة فيولا الممتلئة بالحبّ للدوق، ومع ظهورالشقيق التوءم سيباستيان، تبلغ الفوضى ذروتها قبل أن تُكشف الحقائق وتنتصر القلوب، لتكون الكوميديا من نصيب السيد “توبي” وصديقه “أندرو” مع “ماريا” والمهرج، العرض أضاء المشهد بعفويّة الأداء ودقّة التحولات، مؤكداً أن النهايات السعيدة موجودة في مسرح شكسبير.

 الحب.. الصراع الأجمل

اختار طلاب السنة الثالثة في المعهد العالي للفنون المسرحية تناول نص من أعمال شكسبير، ضمن منهج المادة الكلاسيكية التي لا غنى عنها، حيث تمرّ جميع المعاهد العالمية بتجربة هذا النوع من الأدب، بما فيه من صراعات إنسانيّة ولغة عالية المستوى، وفي إشرافها على المشروع، توضح الأستاذة مريم علي “للثورة” أن بداية التدريب شملت مشاهد من معظم التراجيديات الكبرى “كماكبث، هاملت وريتشارد الثالث”، لكن مع تصاعد الإرهاق النفسي العام، الذي خلّفته الحرب، رأت أن مواجهة الواقع لا تكون بمزيد من العتمة، بل بالضوء، وتضيف، “اخترنا الكوميديا لأننا بحاجة إلى الفرح، إلى الحبّ، إلى صراعات تنتهي بالغناء والرقص لا بالدم والدمار، بيّن روميو وجولييت والليلة الثانية عشر، اخترنا الثانية، لأنها تحلم بمدينة مضطربة تُعيد ترتيب فوضاها عبر الحبّ والزيجات، في عرضٍ ممتع مزج الطلاب بين الأداء والغناء والحركة، ليعبّروا عن أحلام جيل مرهق، اختار أن يحوّل الألم إلى طاقة فنية، وختمت حديثها بعبارة “نحن كسوريين بحاجة إلى أن نتذكر أننا نستحق الفرح، وأن نُصدّق أن الحب يمكن أن يكون صراعنا الأجمل.

 متعة التنكّر وتحدّي النمط

فرضت أحداث المسرحيّة أن تتنكر البطلة “فيولا” بزي رجل أسمته “سيزارو”، لكن التحدّي الأجمل تمثّل بلعب العديد من الطالبات الإناث للأدوار الذكورية، إذ شاعت هذه الطريقة في القرن السابع عشر تحت مصطلح “دور السروال”، لتخبرنا عن هذه التجربة الطالبة ندى حمزة والتي قالت: “انطلقت في أداء فيولا من الفهم العميق لمشاعرها، فهي فقدت كلّ شيء ووجدت في الحبّ ملاذاً وهدفاً يستحق المخاطرة، فكانت شجاعة بتنكرها وحماية نفسها وحتى بمداراة مشاعرها التي كانت تهرب من المخبأ بالدموع”، وعن إعداد الشخصية أضافت، “التجربة ممتعة، كسرت حاجز الخوف، وتعرفت على إمكانات في صوتي وجسدي لم أكن أعرفها، وحتى شكلي تغير لأنيي قصصت شعري بالكامل حتى أكون صادقة مع الدور”.

 جرأة الأداء وتكافؤ الفرص

جمع غفير من أهل الفن كان حاضراً للعرض الذي امتد لأكثر من ساعتين، خرج وهو يحمل في داخله مزاجاً جيداً، هذا ما أخبرنا به الفنان غسان عزب بالقول: “كان العرض ممتعاً واختيار تقديمه في الهواء الطلق خفّف من وطأة حرّ تموز وأضفى بهجة على الأجواء.

تألق طلاب السنة الثالثة بأداء جريء ومُتقن، خاصة في تجسيد الأدوار العكسية، فليس من السهل أن يلعب الشاب دور فتاة أو العكس”.

كذلك الفنانة ريام كفارنة التي عبّرت لنا عن إعجابها بما شاهدت: “كان العرض متقناً وقدّم طلاب السنة الثالثة بصورة لائقة، إذ بدا واضحاً تكافؤ الفرص والإنصاف في توزيع الأدوار، وهو ما يُعد أساسياً في مشاريع طلّاب قسم التمثيل، أغلب المشاركين تألقوا بأداء يفوق الجيد، وقدّموا أنفسهم بأفضل صورة، في عرض يحترم عقل المشاهد ويجمع بين المتعة والتكامل”.

لنرى نهايةً جميلةً مغايرةً لنهايات شكسبير، كانت أيضاً من نصيب الطلاب الذين صفق لهم الجمهور بحرارة عند ختام العرض.

آخر الأخبار
حرائق اللاذقية الأكبر على مستوى سوريا... والرياح تزيد من صعوبة المواجهة تحذير من خطر الحيوانات البرية الهاربة من النيران في ريف اللاذقية مدير المنطقة الشمالية باللاذقية: الحرائق أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار عودة جهاز الطبقي المحوري إلى الخدمة بمستشفى حمص الوطني الشيباني يبحث مع وفد أوروبي تداعيات الحرائق في سوريا وقضايا أخرى تعزيز دور  الإشراف الهندسي في المدينة الصناعية بحسياء وحدة الأوفياء.. مشهد تلاحم السوريين في وجه النار والضرر وزير الصحة يتفقد المشفى  الوطني بطرطوس : بوصلتنا  صحة المواطن  الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بريف دمشق  تعقد أولى اجتماعاتها  لأول مرة باخرة حاويات كبيرة تؤم مرفأ طرطوس  فروغ المحال التجارية والبحث عن العدالة.. متى ظهرت مشكلة الإيجار القديم أو الفروغ في سوريا؟ وزارة الإعلام تنفي أي لقاءات بين الشرع ومسؤولين إسرائيليين معرض الأشغال اليدوية يفرد فنونه التراثية في صالة الرواق بالسلميّة تأهيل شبكات التوتر المتوسط في ريف القنيطرة الشمالي مُهَدّدة بالإغلاق.. أكثر من 3000 ورشة ومئات معامل صناعة الأحذية في حلب 1000 سلة غذائية من مركز الملك سلمان للإغاثة لمتضرري الحرائق بمشاركة 143 شركة و14 دولة.. معرض عالم الجمال غداً على أرض مدينة المعارض مناهج دراسية جديدة للعام الدراسي القادم منظمة "بلا حدود" تبحث احتياجات صحة درعا "18 آذار" بدرعا تدعم فرق الدفاع المدني الذين يكافحون الحرائق