الثورة اون لاين – يمن سليمان عباس:
“ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل” قول عربي قديم نردده كلما ضاقت بنا الأحوال وظننا انها قد لاتفرج ،لكن الزمن يفعل فعله ويبلسم الجراح .
في حياتنا اليومية ملايين القصص التي تحمل الطاقة السلبية أو الإيجابية، قد تدفع البعض منا إلى اليأس والملل والقنوط من الحياة ويرى الدنيا سوادا لا خلاص منه .
وآخرون يجعلون من المحن محطات انطلاق تشحن عزائمهم نحو المزيد من العمل والإصرار على تجاوز ما هو كائن.
تأتي عين الكاتب المبدع لترى ذلك ويعيد قلمه صياغة مفردات الحياة بكل قوة يتخذ من حبر الأمل منطلقا ليكون ما يقدمه جديرا بالتأمل.
في المكتبة العربية ملايين الكتب التي تناولت والتقطت مثل هذه المفردات اليومية ومع ذلك كلما صدر كتاب يحمل مثل تلك الحكايا نحتفي به لأنه ابن الحياة.
الكاتبة امل ابو سمرة تصدر كتابها الجديد وتستمر الحياة عن الهيئة العامة السورية للكتاب بدمشق.
الكتاب أقرب إلى المجموعة القصصية التي ترصد من حكايانا كل ما تسرده وتقدمه .
تقدم لكل حكاية بقول مأثور لكاتب أو فيلسوف ومن ثم تمضي لتسرد بأسلوب شائق الحكاية .
وفلسفة كل حكاية أن الأمل هو منطلق الحياة.
الحكاية الأولى التي تتصدر الكتاب جاءت بعنوان:الموت المفاجئ
يسردها لها كما تقول صديق ،ملخصها ان شابا أحب زميلته الجامعية وهي مبدعة بالرقص الاستعراضي يوم شاركت في احتفال بذكرى تأسيس جامعتها التي تدرس فيها تعرضت لعارض صحي تبين أنه ناتج عن قصور في القلب منذ ولادتها
الشاب لم يتخل عنها ابدا ..تزوجا وكل فترة من الزمن تتعرض هي لحالات الإغماء فيكون الزوج معها ،أتعبه الحال كثيرا .
وذات يوم يأتيها _الرواية_ اتصال ليخبرها أن زوج الشابة قد توفى.تمضي الأيام لتكتشف الكاتبة كما تقول ان الشابة تزوجت فيما بعد وتبنت طفلا لأنها لا تستطيع الإنجاب.
ما تريد أن تقوله:أن الموت المفاجيء يصدمنا يصفعنا ..حين يقترب ممن لا نتوقع اقترابه منهم لكنهم مجبرون أن يستقبلوه ..لانه محتوم كحتمية تعاقب الليل والنهار ..علينا ألا نتعجل الموت لأنه سوف يأتي في موعده ..فلا تعيشوا امواتا وأنتم أحياء ولا مرضى وانتم في عافية..
تمضي الكاتبة عبر١٦٢ صفحة من القطع الكبير في سرد الحكايا التي تجري أحداثها بين مناطق شتى في العالم أبطالها من حياتنا ولكن نتائجها لا تشبهنا.
وتقدم في نهاية كتابها في الفصل الثالث طرائف مضحكة مبكية من وحي الحرب الإرهابية على سورية.
بأسلوب سلس وأنيق، نحن أمام رحلة ممتعة لا يمكن أن تقدم اي قراءة مختصرة للكتاب إلا القليل القليل من جماليات ما فيه .
والكاتبة قبل هذا الكتاب صدر لها عملان الأول بعنوان أمل صدر عام ٢٠١٤م والثاني دمشقية الروح إندونيسية الذاكرة عام ٢٠١٧م
