الثورة أون لاين -نيفين أحمد:
ظهر في السبعينيات أعلام وكتاب للمسرح الكوميدي قدموا الكوميديا الشعبية بطريقة كوميدية جميلة جدا حي لامست تلك الكوميديا هموم ومشاكل الناس في تلك الفترة قدمت بطريقة فنية جميلة ومميزة ونذكر منهم “حكمت محسن والاغواني” ومن ثم ظهر الكوميديان نهاد قلعي كاتبا وممثلا ومن بعده الفنان دريد لحام الذي كتب له الشاعر الكبير محمد الماغوط أغلب مسرحياته ،ولكن بعد أن توفي الفنان نهاد قلعي تراجع هذا النوع من المسرح ليحل محله “فرق الاضحاك” كفرقة محمود جبر والاخوين قنوع ،حيث لم يستطع المسرح القومي آنذاك ان يقدم الكوميديا التي من المفترض ان تجعل المتفرج يلامس همه اليومي كما فعل كل من دريد لحام ونهاد قلعي في شخصيتي “غوار الطوشة وحسني البورظان” والتي ولدتا من رحم الشارع .
من جانب آخر لم يعرف المسرح بمعناه الحديث الا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان رائد المسرح العربي “مارون النقاش” حيث قدم اول مسرحية عام 1848 وهي مسرحية كوميدية بعنوان “البخيل ” ثم بعدها تتالت المحاولات من قبل اشخاص كانوا بصمة في عالم الفن المسرحي ومن اشهرهم (ابو خليل القباني) وذلك في عامي (1836-1902) حيث قدم المسرح المتنوع في تلك الفترة من “غناء وتمثيل ورقص وموسيقا” بما يسمى اليوم الميلودراما وهو خليط بين الكوميديا والتراجيديا .
وبعد القباني قامت فرق الهواة وبعض الفنانين السوريين حتى منتصف القرن العشرين بالاهتمام بالمسرح ،فأنشأ المسرح القومي والمسرح العسكري والمسرح الخاص ،لاسيما كان للمسرح القومي دور بارز في عرض اشهر المسرحيات العالمية والمحلية والكوميدية وظهر عدد من الكتاب المبدعين في المسرح في تلك الفترة ومنهم “سعدالله ونوس ووليد اخلاصي وممدوح عدوان ومحمد الماغوط وغيرهم فمنهم من كتب الكوميديا ومنهم من مزج بين الكوميديا والتراجيديا .
وقد كان لمسرحيات دريد لحام تأثير كبير وعام على الناس كمسرحية( غربة وكاسك يا وطن وضيعة تشرين) والتي لانزال نشاهدها حتى الان وكأنها المشاهدة الاولى لها .
وبالعودة قليلا الى بدايات القرن الماضي ندرك ان العلامة الفارقة في تاريخ المسرح الكوميدي كانت على يد “محسن حكمت” الذي وضع حجر الاساس في الكوميديا الشعبية والذي بعث الضحك عبر قالب كوميدي ليقدم العبرة والموعظة، وتمكن من نقل نبض الشارع الى المسرح من خلال مشاكل الناس وهموهم وبلهجتهم فكانت اللسان الشعبي للناس ،حيث خرجت كاريكتارات شخصية للسوريين “ام كامل وأبو فهمي” والتي عززت حضورها في ذاكرة المشاهد .
أما لو عدنا الى بداية الاربعينات نرى ان الفنان السوري أحدث فرقا كبيرا على الساحة الفنية من خلال تجارب مسرحية تتسم بالبساطة والقرب من الناس ومن هؤلاء (عبد اللطيف فتحي وتيسير السعدي) وغيرهم الكثيرين من عمالقة الفن ، فقد كسروا حاجز الصمت ونسجوا ببراعة معالم الواقع محافظين بنفس الوقت على الاصالة والتراث ،فكانوا العلامة الفارقة والمنارة التي لاتنطفئ في تاريخ الكوميديا السورية ،حيث نجحوا في رسم البسمة في قلوب الناس