الثورة اون لاين – رامز محفوظ:
يبدو أن المشهد في مناطق سيطرة ميليشيا الوفاق الليبية يتجه نحو المزيد من التصعيد والوقوف في وجه ممارسات تلك الميليشيا التي فتحت الباب لمشغلها التركي لسرقة ثروات الشعب الليبي النفطية ونشر الإرهاب وبث الفوضى التي يدفع ثمنها المواطن الليبي الذي عانى الظلم والقهر من إرهاب تلك الميليشيا وداعمها التركي.
فبعد تآمر هذه الميليشيا على الشعب الليبي واستقدامها للمزيد من الإرهابيين خدمة للأجندات التركية المشبوهة، يتجه الشعب الليبي لرفع الصوت عالياً مطالباً باستقالة متزعم هذه الميليشيا وتسليم السلطة إلى مجلس القضاء الأعلى.
في هذا السياق تداولت حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي بيانا مصورا باسم حراك 23 آب في العاصمة الليبية طرابلس، طالب باستقالة ما يسمى المجلس الرئاسي الذي يتزعمه السراج، وتسليم السلطة في البلاد إلى مجلس القضاء الأعلى.
وظهر في مقطع الفيديو 3 أشخاص، قرأ أحدهم بيانا أكد فيه أن حراكهم السلمي الذي استمر لليوم الثالث على التوالي قوبل بالسلاح من قبل ميليشيا الوفاق، وذلك على الرغم من الوعود الفارغة لمتزعم المجلس الرئاسي بحماية الحراك السلمي والذي قيل إنه لا يملك من أمره شيئا لحماية المتظاهرين.
وشدد أصحاب مقطع الفيديو على استمرار هذا الحراك إلى أن يتم تسليم السلطة إلى المجلس الأعلى للقضاء، واستقالة جميع الأجسام السياسية في الدولة.
وطالب القائمون على حراك طرابلس، بالإفراج الفوري عن 200 شخص من المشاركين في الاحتجاجات جرى اعتقالهم، والتكفل بعلاج المصابين وعددهم حسب التقديرات 50 شخصا.
كما طالب البيان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بالوقوف إلى جانب المتظاهرين، وضمان حقهم في حرية التعبير.
وأعلن المحتجون عن مهلة 24 ساعة أخرى، قبل اللجوء “إلى العصيان المدني”، وإغلاق كافة شوارع العاصمة من قبل شباب المناطق.
وكان قد تظاهر مئات الليبيين، ولاسيّما من الشبّان، في العاصمة طرابلس أمس الثلاثاء للتنديد بتدهور الظروف المعيشية والفساد المستشري في بلدهم الغارق منذ سنوات في الحرب والفوضى، في ثالث يوم على التوالي من تحرّك احتجاجي جرى وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
وشهدت العاصمة الليبية يومي الأحد والاثنين الماضيين خروج تظاهرات مماثلة احتجاجاً على تدهور الخدمات العامة والانقطاع المتكرّر للكهرباء والمياه وشحّ الوقود في بلد نفطي.
وتصدّر اجتثاث الفساد مطالب المتظاهرين الذي يرون في هذه الآفة سبباً رئيسياً في تفاقم أوضاعهم المعيشية. ورفعت خلال التظاهرة الأعلام الليبية ولافتات كتب على إحداها “محاسبة الفاسدين”.
وجرت التظاهرة وسط انتشار أمني كثيف لتجنّب حصول اشتباكات على غرار ما حدث الأحد عندما أطلق مسلّحون النار على المتظاهرين وأصابوا بعضهم بجروح.
وحاول متزعم ميليشيا الوفاق السراج في خطاب متلفز مساء الاثنين تهدئة خواطر المحتجين بتأكيده على الحقّ المشروع” لجميع الليبيين في التعبير عن آرائهم، معترفاً بنصيبه من المسؤولية عن تدهور الوضع.