الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
في عام 2015 عندما وقعت الولايات المتحدة وجميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (P5 + 1) على الاتفاقية النووية لخطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، كانت الصفقة أنه إذا استمرت إيران في الامتثال للقيود المفروضة على برنامجها النووي، فإن الولايات المتحدة ستضطر إلى الاستمرار في احترام الاتفاقية ورفع العقوبات، وإذا لم تكن إيران ملتزمة، فعندئذ – وعندئذ فقط – يمكن للولايات المتحدة أن تنسحب من الاتفاقية وتعيد العقوبات.
لكن إيران كانت تمتثل بشكل كامل وثابت لالتزاماتها بموجب الاتفاقية، كما تم التحقق من ذلك في أحد عشر تقريرًا متتاليًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذلك خان ترامب الاتفاقية مع الآخرين عندما انسحب بشكل غير قانوني من خطة العمل الشاملة المشتركة.
لطالما قال فريق من الإيرانيين إنه من السذاجة عقد صفقة مع أميركا، وحذروا من أن أميركا سترد بالخيانة، وكانوا على حق: لقد خان ترامب إيران.
في 6 تشرين الأول 2019، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قام ترامب بسحب القوات الأميركية من بعض المناطق التي تسيطر عليها مجموعات “قسد” في شمال شرق سورية، ما مهد الطريق أمام الغزو التركي للمنطقة الذي أعقب الانسحاب بثلاثة أيام فقط.
كان ترامب يعلم أن تركيا ستغزو المنطقة، وتراجع لجعل ذلك ممكنًا، فإذا كان هناك أي شك في أن ترامب كان يعلم أن إعادة انتشار القوات الأميركية كان تخليًا عن أدواته من “قسد”، فإن تصريحه الخاص بشأن الانسحاب يلغي ذلك: “لقد قاتلنا معهم لمدة ثلاث سنوات ونصف إلى أربع سنوات. ولم نتفق على حماية قسد لبقية حياتهم. أين الاتفاق الذي نص على أن نبقى في الشرق الأوسط لحماية قسد”؟.
هكذا خان ترامب حتى أدواته في شرق سورية من خلال إعطاء الضوء الأخضر للغزو التركي، وكان بإمكان ترامب أن يخطط لحل دبلوماسي يحمي أدواته قبل الانسحاب، لكن هذا هو فن الدبلوماسية في فن الخيانة حتى للأدوات التي يستخدمها.
وقد أشار ترامب إلى أن “الرادع الأكثر فعالية من مجرد إبقاء القوات الأميركية في سورية هو أن توضح واشنطن للأتراك أن الولايات المتحدة ستعلق جميع عمليات نقل الأسلحة والتعاون الاستراتيجي مع تركيا إذا حركت المزيد من القوات إلى الأراضي السورية”.
كان ترامب يعلم، أنه لم يتخل عن أداته “قسد” فقط، بل كان يعلم أن الخيانة فتحت الباب للتطهير العرقي، فقد تم تهجير 190 ألف شخص بالقوة من قبل الجيش التركي و(مرتزقته) في المجموعات المسلحة الإرهابية الأخرى، كثير منهم كانوا مقاتلين سابقين في تنظيم داعش أو القاعدة وفقًا لتقرير باتريك كوكبيرن، هدد هؤلاء المقاتلين المتطرفين بقتل الجميع إذا لم يتحولوا إلى داعش وباقي الجماعات المتطرفة كالقاعدة.
لقد فتح ترامب الباب أمام القوات التركية الغازية وكان يعلم بأمر التطهير العرقي؟ ويصر متزعمو قسد على أن الولايات المتحدة “وعدتهم بأنها لن تسحب قواتها حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية تؤمن مصالحهم المزعومة، لكنهم يدركون جيداً أن التاريخ جعلهم يلعبون دور الخيانة.
لقد كانوا يدركون جيدًا أن الولايات المتحدة كانت قادرة تمامًا على خيانتهم كما خانتهم من قبل. وبما أن مسؤولو قسد يعرفون جيدًا حليفهم الأميركي، فقد فتحوا قنوات خلفية مع روسيا كوثيقة تأمين ضد خيانة الولايات المتحدة. ولكن على الرغم من إدراكهم أن الولايات المتحدة سوف تخونهم، يقول كوكبيرن إنهم لم يكونوا على دراية “بالسرعة والقسوة التي أعطى بها دونالد ترامب الضوء الأخضر للهجوم التركي. كانوا يعلمون أن فائدتهم للأميركيين لها تاريخ انتهاء صلاحية، ولكنهم لم يتوقعوا أن ترامب سوف يتجاهلهم تمامًا والتخلي عنهم وخيانتهم بشكل مفاجئ.”
بقلم: تيد سنايدر
موقع Antiwar