الثورة اون لاين – لميس عودة:
ترامب ينفث سموم أطماعه في الجزيرة السورية، هو التوصيف الأدق والأبلغ لأفعال العربدة العدوانية ولحالة السعار الإرهابي المحموم الحاصل، حيث تناور واشنطن على حافة النهايات الإرهابية وعلى تخوم التساقط الحتمي لكل مشروعات محور العدوان الاستعمارية على الجغرافيا السورية، فتسعير الجبهة الشرقية بتأجيج أحداث التعديات والانتهاكات المرتكبة وتكثيف الممارسات العدوانية، سواء من ميليشيا “قسد” الانفصالية أو الفظائع الوحشية المرتكبة من قبل النظام التركي الانتهازي، فجميعها تصب بالمحصلة في خانة تنفيذ الأجندات الأميركية وفي تطبيق المخططات المرسومة والمعدة في غرف التآمر على أمن واستقرار المنطقة، حيث تلهث واشنطن في دائرة الوقت الإرهابي المتبقي لاستباق تهاوي أكثر مخططاتها الشيطانية وأشدها خبثاً في الرقعة الشرقية من الخريطة السورية.
ففي متوالية الأحداث الجارية التي نتابع تفاصيلها من خلال التصعيد العدواني الممنهج ومحاولات تضييق الخناق على أهالي منطقة الجزيرة عبر زيادة منسوب البلطجة ورفع حدة التعديات من قبل أداتي واشنطن الوظيفيتين، تبدو بوضوح حالياً الغايات الدنيئة من وراء هذا التصعيد اليومي، حيث تريد واشنطن إطالة أمد وجودها الاحتلالي، حيث اتضح أن منطقة الجزيرة كانت بوصلة أطماع أميركا منذ شنت الحرب الإرهابية على سورية منذ عشر سنوات من أجل نهب ثروات وموارد السوريين.
ندرك جيداً أن أميركا لن تذعن بهزيمة أدواتها وتهاوي مشروعاتها في سورية بسهولة، ونوقن أنها ستستميت حتى الرمق الإرهابي الأخير على الجغرافيا السورية لإيجاد بدائل إرهابية وتلغيم أي حلول سياسية، وأنها ستدعم الانفصاليين لتزج بهم في محرقة أطماعها، وتدفعهم إلى مقتل اوهامهم، وأنها ترسم لأردوغان المهووس بالتوسع العدواني كل سيناريوهات جرائمه في منطقة الجزيرة، وإنها أي أميركا محراك الشر العالمي لن تمل من اجترار أكاذيبها وتحريضها في المحافل الدولية لتشرعن تدخلها السافر وبلطجتها العدوانية.
لكن رغم كل الممارسات العدوانية والفظائع الوحشية التي ينفذها النظام الإرهابي التركي من تنكيل وترهيب وتعطيش أهالي الجزيرة، إضافة إلى جرائم ميليشيا الانفصال العميلة تنفيذاً للأجندات الأميركية، وبالرغم من كل الزيوت الإرهابية التي يصبها ترامب لإشعال المشهد والاستثمار القذر في حيثياته في صندوق انتخابات بلاده، إلا أن الحرب الإرهابية على سورية في خواتيمها وبأخر فصولها، وإن لهثت واشنطن لغرز أنياب جشعها في الشرق السوري فأنيابها الاحتلالية ستقتلعها المقاومة الشعبية، وتفخيخ سكة التحرير ستنزع صواعقها إرادة السوريين بصون وحدة وترابط الجغرافيا، ودحر الغزاة والمحتلين عن كامل التراب الوطني كثوابت لا تتغير في الاستراتيجية السورية مهما عصفت رياح الإرهاب