في التشدد اللغوي..

الثورة أون لاين:
اللغة كائن حي ابن اليوم الذي نحن فيه مع جذور التقعيد والنشأة ومن يعش عصرا ما فإنه سوف يأخذ منه ويعطيه يؤثر ويتأثر..
هذه حقيقة على رعاة اللغة أن يعوها فالاعرابي الذي كان مرجعا ذات يوم لايمكن أن يبقى يحكم لغتنا ومفرداتها إلى ما لا نهاية..
هذا لا يعني تحطيم قواعد اللغة وثوابتها ولكنه يعني أن التشدد والذهاب إلى حد التعصب في الكثير من القضايا اللغوية ينفر ويبعد أبناء الحياة عن لغة يجب أن تعبر عنها لكنها مربوطة بخيمة أعرابي لا احد يدري ما مرجعيته اللغوية ..
كتيب في التثقيف اللغوي الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب وحمل الرقم ٣٨ ضمن سلسلة قضايا لغوية يعالج مسألة مهمة جاءت بعنوان ..التنبيه على أخطاء شائعة من جراء الترجمة الحرفية والاستعمالات المغلوطة لحروف الجر..وهو من تأليف الدكتورة نسرين اكرم عبيد ..تقول في المقدمة انها حاولت أن تحصر الأخطاء الشائعة المرتبطة بالترجمة الحرفية غير الاحترافية لكثير من النصوص الاجنبيةسواء ما جاء منها في استعمال أساليب لغوية خاطئة ام ما ورد في سياق استعمال كلمات لغير ما وضعت له من المعاني ام شاع على السنة المثقفين الذين يحاول معظمهم توخي السلامة اللغوية في المقالات التي يكتبونها أو هكذا يدعون لتكون أمام لغة هي إلى الهجنة أقرب منها إلى الصحة لكثرة ما شاع فيها من مفردات أو تراكيب أجنبية فلا صارت فصيحة ولا بقيت أجنبية.
ما تذهب إليه الدكتورة نسرين مهم جدا ويجب أن يكون موضع الاهتمام والبحث والمتابعة ..في الكتيب هذا تقدم استعمالات غير دقيقة كما تقول لاستخدام حروف الجر ناتجة عن الترجمة الحرفية من اللغات الأجنبية ولاسيما الإنكليزية..وقد صنعت خيرا حين وضعت جدولا للاستعمالات الخاطئة لحروف الجر وكان قبلها قد وضع الدكتور محمود الحسن كتيبا صدر ضمن السلسلة نفسها حمل عنوان ..تعدية الأفعال بحروف الجر
.ومن المعروف أن الكثيرين من علماء اللغة حاولوا ضبط هذه الأخطاء وقد ذكرت المؤلفة أسماء الكثيرين منهم ..
ومن باب الاضافة نذكر بصلاح الدين الزعبلاوي وكتابه معجم أخطاء الكتاب وكان أساسه زاوية لغوية تنشر في صحيفة الثورة ..
وكذلك كتاب حسن قطريب لغتنا الجميلة وثمة كتاب آخر للدكتور مسعود بوبو
صدر عن دار البعث ..وغير ذلك من الكتب التي حاولت أن تضبط إيقاع اللغة لكن دون جدوى ..
فما تراه الدكتورة نشازا في الاستعمال قياسا الى قواعد استنها أعرابي..ربما يراه آخرون تطورا في اللغة ولها وهذا شأن لغات العالم كلها..هذا الجمود القاتل ينفر اكثر مما يشد.
لتكن الأنظار متوجهة نحو خطر المصطلحات والإعلانات والأخطاء الشنيعة التي يجب ألا تقع وتفسد ثوب اللغة ..
وحين تخلص إلى القول ..جاءت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لتعزز انتشار لغة العامة والخطأ اللغوي فيتأثر بها ملايين المتعلمين ..بدليل أن استعمالات جديدة شاعت في المدة الأخيرة لم تكن على هذا القدر من الشيوع قبل نحو أربعين سنة.
ما تقوله نصف الحقيقة ..نسيت الباحثة أن الإعلام لاسيما المقروء منه كان عاملا مهما من عوامل تطور اللغة العربية منذ اليقظة العربية وتخليصها من شوائب التتريك وغيرها وان الإعلام قرب اللغة من الناس ..اما القول ان استعمالات كثيرة شاعت ..فهل يعقل أن تقول هذا باحثة في اللغة … اللغة التي تبقى جامدة أربعين عاما بغض النظر عن الاستعمالات وصحتها هي لغة يابسة ..من عشر سنوات لم نكن نعرف تويتر ومشتقات الانترنت …وربما اليوم قبل الغد يوضع بالاستخدام مصطلح أو مفردة جديدة…
لغات العالم تتجدد تضيف وتحذف تعطي وتأخذ..وسياق الحياة هو الذي يعطي المفردة مشروعيتها طبعا دون الوقوع في الخطأ الفاحش..
وحتى الباحثة نفسها استخدمت كلمات لغير معانيها ..فهي تقول في المقدمة استخدام كلمات وضعت لغير معانيها وتقصد حروف الجر التي تعمل على ضبط إيقاعها..
ببساطة لغتنا العربية..بحر زاخر لكن جمود الكثيرين يحول دون وصول الروافد وتجديد ماء حياتها …
الحياة وحدها تحرس اللغة بقليل من العمل والضوابط التي تشتق من واقع التطور العلمي والتقني والحضاري..
اما ان نحاول جعل كل كاتب يبدو وكأنه سيبويه فهذا تضييق وقتل للغة …. نتمنى الا يموتن أحد وفي قلبه شيء من حتى….

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين