الثورة أون لاين-فاتن أحمد دعبول:
مواهب واعدة على دروب الإبداع:
إيمانا بدور المؤسسات الثقافية في دعم ورعاية الشباب في مواهبهم، يستمر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في عقد ملتقاه الأدبي الثقافي الشبابي الشهري في مقره بإدارة الشاعر قحطان بيرقدار.
شارك في الملتقى مجموعة من الشباب يتوجهون في إبداعهم نحو فن القصة في محاولة منهم للتعبير عن أحلامهم وواقعهم، يرسمون من خلال هذا العالم دروبهم المشتهاة في ظل تحديات فرضتها ظروف الحرب الطاحنة والتي أرخت بسوادها على حياتهم.
وكان في ضيافة الملتقى الشاعر والأديب جهاد بكفلوني الذي تابع بعين الناقد ماقدمه الشباب في الملتقى وتوجه إليهم ببعض النصائح لتكون بوصلتهم في التعاطي مع فن القص، والتقيد بقواعد اللغة ومعايير القصة الحقيقية، وعدم الاستسهال والبحث دائما عن الدهشة في حبكة الموضوع، إضافة إلى استخدام اللغة الرشيقة التي تجذب القارىء.
وأثنى بدوره على ماقدمه الشباب من موضوعات إنسانية واجتماعية هي لسان حالهم، وأكد بدوره على أهمية القراءة والاطلاع على أهم إبداعات الكتاب ونتاجاتهم ليتشكل لديهم المخزون اللغوي والثقافة والفكر لأنها أساسات الكتابة.
وشارك في الملتقى من الشباب رجاء علي في عدد من النصوص الشعرية،تقول:
همساتي إليك تتعرض لقرصنة العشاق
ينتظرون حروفي خلف أبواب القصيدة
أوراقهم تلتهب بالحنين، وأقلامهم أغصان حبق..
وعندما تتكامل معلنة الولادة، تصير ملكا مشروعا على صفحاتهم
تتسابق الحبيبات تتأنق بسحر الكلمات .. هي لك أنت.
والقاصة مناز تيناوي في قصة” تجاوزتك” وقدم فواز عفاش قصة بعنوان” إثبات” وأوضحت رنيم أبو فخر في قصتها” مناجاة إلهية” واقع الشباب في المجتمع في الراهن من تبعات الحرب وما خلفته من تحديات.
أما الموهبة الشابة فينوس حسن فقدمت قصة بعنوان” نعم تستحقين” ومنها نقتطف:
” تخونني ذاكرتي الآن فما عدت أنا، أنا، عندما أنظر في المرآة لاأعرف نفسي، نسيت كل الأشياء الجميلة من حولي حتى السابع والعشرين من الشهر العاشر نسيته يوم ولدت ..”
كما شارك من الشعراء إيمان موصللي، وعمر نطفجي، وفارس دعدوش، في قصائد وجدانية، يشاركون المواهب الشابة إبداعهم ويقدمون ويعلنون أنهم يتكاملون معهم ليكملوا مشوار الإبداع معا على دروب الوطن والأمل والحب.
فن التذهيب :
كما استضاف الملتقى الفنانة التشكيلية الإيرانية زهراء أمدادي سياه بيراني المتخصصة” بفن التذهيب” الخط الذهبي الذي نراه ظاهرا على صفحات القرآن الكريم وفي هوامش الكتب لإعطائه جمالية خاصة”.
وبينت بيراني بأن هذا الفن كان سائدا عند بعض الفنانين واستخدم فيه الفنانون الذهب لرسم خطوط على الكتاب المقدس وبعض الكتب الاخرى، ولكن وبسبب ارتفاع وغلاء سعر الذهب، استبدله الفنانون بالألوان الذهبية.
وبينت بدورها أن هذا الفن مر بمراحل عديدة حتى وصل إلينا بالشكل الحالي، وقد سافر عدد من الفنانين الإيرانيين إلى الهند وساهموا بتطوير هذه الصفحات القرآنية من خلال إضفاء روح خاصة لفن التذهيب على تلك الصفحات المقدسة.
فن التذهيب هو من الفنون الإيرانية الأصيلة، ويختلف عما يقدمه الفنانون في الدول الأوروبية، ونجد الكثير من الرسوم المذهبة في العصر الأموي وما تلاه من عصور، وهذا الفن له خصوصية ويمر بمراحل عديدة ليخرج إلينا بالشكل المطلوب، وهذه المراحل هي” الرسم، تصميم الإعداد، نقش بني، تلوين الصورة،نقش أسود، صنع الترخيص التكميلي”.
وتضيف: نبدأ برسم مانفكر به من الرسوم بقلم الرصاص ثم نستخدم أقلاما مختصة، وفي نهاية المطاف هناك ورود صغيرة نعمل على إبرازها باستخدام الألوان المختلفة، وعلى مستوى فن التذهيب فلكل رسم تسمية خاصة به.

السابق