الثورة أون ﻻين- آنا عزيز الخضر:
شخصيات دائمة الحضور في عالم مسرح الطفل، تعاد مرات ومرات، وقد ارتكزت عليها قصص كثيرة وحكايا، وبقيت مصدر إلهام، وهو ما لم يأت من فراغ، وإنما بني على غنى الشخصية والذاكرة الثقافية، والأزمة التعليمية التي رافقتها على الدوام في أذهان الناس.
من تلك الشخصيات “سندباد”.. فلماذا شخصيته مكررة في عالم الطفل في الأدب والدراما والمسرح؟ لماذا ﻻيمل منها؟.. هل لكونها شخصية تحب المغامرة؟ أم أنها تمتلك زمام المبادرة في حياتها وتكتشف الكثير في الحياة بحضور تلك الميزة. الأهم، هل لأنها عرفت تجارب شعوب كثيرة، وعادات وثقافات متنوعة؟..
نعم، غنى الشخصية جعلها قبلة أعمال خاطبت الطفل بدقة، وهو ما أهلها كي تعرف الطفل بالكثير من السمات الضرورية له، وسواء الصفات الشخصية كالثقة بالنفس، حب الاطلاع والاكتشاف، أو الاجتماعية التي تدفعه للتعرف على الناس ومالديهم من اختلاف.
إنها صفات نموذجية، على الطفل أن يتحلى بها من أجل بناء شخصية سليمة يعمل مسرح الطفل على التوجيه لها. شخصية نموذجية في طباعها وأفعالها وسيرورة حياتها، وهي تنقل بأفعالها الدرامية ثقافات الشعوب وفنونها، إضافة إلى كونها الشخصية الحاضرة دوماً في دراما الأطفال ومسرحهم.
عن هذه التجربة، بل عن “سندباد”.. سألنا الفنان “باسل حمدان” مدير فرقة أجيال التي قامت بإنجاز العرض، وجالت به على محافظات سورية عديدة.. سألناه، عن العرض وعوالمه، ومسرح الطفل بشكل عام، فقال:
“مسرح الطفل هدفه الترفيه، وتقديم الفكرة التي نود إيصالها بوضوح واختصار. الفكرة مهمة بمساعدة السينوغرافيا وصولاً للإخراج والأسلوب الممتع والجذاب، ويأتي هنا المسرح الاستعراضي بالدرجة الأولى، خصوصا بالنسبة للطفل، وهو جاذب له لكونه مسرحا متفردا في طريقة الاستعراضات والألوان والموسيقا والحركة، وكل ذلك يتضافر من أجل هذا المسرح والهدف من صناعته…
مثلاً، العرض المسرحي “السندباد” الذي عرضناه في كافة المحافظات السورية، هو عرض مسرحي راقص يلخص فكرة السندباد البحار، ورحلته حول العالم واكتشافاته ومعرفته، ومن أجل لفت نظر الطفل الى ضرورة البحث والحصول على المعرفة، إضافة الى إمتاعه، وقد اخترنا من رحلات السندباد العديد من الدول، وكل دولة يزورها يقدم فيها استعراضاً عنها. من هذه الدول التي تم اختيارها: اسبانيا، افريقيا، الصين، الهند، تونس، مصر، روسيا، وأخيراً سورية، حيث قدم العرض صورة عن فنونها التراثية”.