بين حوار الحضارات وصراعها العلم والثقافة وتوازن القوى.. معادلة الحوار العادلة

الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:

ربما هي القضية القديمة الجديدة التي تناولها المحاضرون في الندوة التي حملت عنوان” حوار الحضارات أم صراع الحضارات ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية في قاعة المحاضرات الرئيسة في مكتبة الأسد الوطنية، وشارك فيها د. خلف الجراد، د. عاطف بطرس، والدكتور وائل بركات، وأدار الحوار د. محمد الحوراني الذي افتتح الندوة بالقول:
ربما يستغرب البعض طرح موضوع حوار الحضارات في هذا الوقت تحديداً، إلا أن المتعمق في أساس المشكلة وفي تناقضات السياسة الأميركية التي عمل بعض مفكريها ومثقفيها على الذهاب باتجاه صراع الحضارات من خلال تبنيهم للمجموعات الإسلامية المتشددة، يدرك تماماً أن هذا الموضوع هو موضوع آني وحاضر بقوة، بالرغم من مرور ما يقارب ربع قرن من طرحه من قبل المفكر الفرنسي روجيه غارودي، ومن بعده الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي.
د. خلف الجراد: الأقوياء لا يتنازلون عن هيمنتهم وسيطرتهم
يبين د. خلف الجراد أن الحوار ليس مجرد أداة من أدوات السياسة الخارجية، ولكنه استراتيجية شاملة وتعبير عن رؤية معرفية ذات تأثيرات متعددة المستويات، ولا سيما المدنية والشعبية، والاستراتيجية التي يمكن أن يستند إليها الحوار البناء هي التي تبلور معالم الحركة العالمية من أجل التعايش الحقيقي والتعاون والتفاعل في ظل مبدأ التنوع الثقافي والديني والسياسي والاجتماعي واللغوي.
ويضيف: لا بد من توافر بعض المقومات لهذه الاستراتيجية لكي تنجح ومن هذه المقومات تحسين البعد الثقافي كأداة من أدوات السياسة الخارجية، وتجديد الخطاب الديني، ما يتطلب حوارات معمقة وهادئة بيننا أولاً، ثم تحسين لصورة الإسلام وخصوصاً فيما يتصل بإطلاق النعوت والأوصاف في دائرتنا المحلية والعربية والإسلامية، وذلك قبل تحسين صورتنا ” في الغرب وسواه” لأن التشوهات الذاتية تمثل منطلقاً تبنى عليها التشويهات والشبهات المتعمدة من جانب بعض الدوائر في الغرب.
كما بين بدوره أن حوار الحضارات يحتاج إلى نوع من توازن القوى وأقلها التوازن الفكري والقيمي والمساهمة في التجديد الثقافي العالمي عن طريق تقديم الأفكار والرؤى الجيدة والمهمة، ولا يمكن تجاهل ترتيب البيت الداخلي قبل الذهاب إلى الحوار الخارجي، ويستتبع ذلك أن نكون قادرين على أن ننقد أنفسنا في حوارات داخلية منظمة وجدية، ولكن ومهما بذلت من الجهود يجب عدم التوهم بأن الغرب يمكن أن يتنازل ذاتياً عن نزعة الهيمنة والتفرد بقيادة العالم والتحكم بمصائر الأمم والشعوب.
د. وائل بركات: الترجمة وسيلتنا للتعرف على الآخر
وفي رؤيته يطرح د. وائل بركات السؤال التالي: هل أسهمت الترجمة في تعزيز حوار حضاري أم إنها على العكس، أسهمت في تأجيج نوع من الصراع بين الحضارات المختلفة، ليجيب بأنها فعلت الأمرين معاً، من مثل رواية الكاتب الفرنسي هولبيك الذي يعلن في روايته” رضوخ، ورواية المنصة” صراحة كرهه للمسلمين.
ويصل إلى نتيجة مفادها أن الصراع هو صراع العرق والدين، وقبلهما السيطرة على مقدرات الآخرين، وعلى طرق التجارة الدولية قديماً، وهو الاقتصاد حديثاً، ولتحويله إلى حوار لا بد من الانفتاح المتبادل على الآخر، وإلى نزع فتيل التعصب الذي يؤجج الخلاف ويولد الكراهية والعداوة.
أما الاعتراف بالآخر فهو شرط أساسي ولا يغني عنه الاكتفاء بالذات فقط، لأن الكون قائم على التنوع والاختلاف، ولا يعني ذلك بالطبع اعتماد الصراع، بل رؤية التلاقي والاشتراك لبناء ثقافة إنسانية بالدرجة الأولى تقي البشرية ويلات الحروب والدمار، إنها الإنسانية” حلنا وخلاصنا جميعاً”.
د. عاطف بطرس: المعرفة قوة
ويوضح بدوره أنه في ظل انتشار وسائل الاتصال وتنوعها ومساهمتها في تشكيل العقول بات من الصعوبة بمكان التقوقع والانغلاق والوقوف في وجه الثقافات المتنوعة، فقد أصبح الدخول في عالم العولمة قدراً لا مهرب منه، والمواجهة لا يمكن أن تكون في تجاهل المؤثرات وخطورتها على تكون الهوية الوطنية اجتماعياً ومعرفياً.
ونحن والحال هذه نحن أمام مواقف ثلاثة، أولها يقول الانفتاح على العالم دون قيد أو شرط، والموقف الثاني يدعو إلى إغلاق الأبواب والاحتماء بالخصوصيات والموروث خوف ضياعها، ويخلص الوقف الثالث إلى ضرورة أن نتخلص من الثنائية الضدية القاتلة المبنية على أساس الانفتاح المطلق أو الانغلاق المطلق
ويضيف: من الأهمية بمكان أن نعترف بأن لا حياة لشعب من الشعوب يغلق أبوابه أمام الريح القادمة من الشعوب الأخرى، ولا حياة لشعب لا يمتلك أرضية ثقافية ومعرفية تستند إليها في عملية استقبال وتوطين ما ينتجه العالم من ثقافة وفكر ومعرفة.
فالمعرفة قوة، والتحصيل العلمي والتقدم المعرفي لا يمكن امتلاكه إلا بالانفتاح على المنجز الإنساني المشترك في جميع مجالاته المعرفية، ولا حرية دون وعي، ولا ديمقراطية مع التخلف الحضاري، ولا عدالة اجتماعية دون مناهج وبرامج علمية لتحقيقها

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة