الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
تؤكد لبانة مشوح وزيرة الثقافة في افتتاحيتها للعدد الجديد 684 من مجلة المعرفة” أيلول 2020 أن عصرنا الحاضر يوسم بعصر التفجر المعرفي، للدلالة على التطور العلمي والتقاني المتسارع في ميادين الحياة كلها، وانتشار المعارف والمعلومات كالنار في الهشيم، لتصبح في متناول الجميع بفضل وسائل التواصل الحديثة.
وفي هذا الإطار يجد الإنسان المعاصر نفسه أمام تحديات تحتم عليه إمعان النظر في أساس التقدم والتطور ألا وهو العلم وأداته الأولى التعليم، الذي يتيح وحده استشراف المستقبل، ومواكبة مايحمله من تدفق معرفي وتقدم تجاوزت سرعته حدود المعقول .
كما أشارت بدورها إلى أهمية الترجمة وفضل المترجم في نقل العلوم وتوطين المعارف، في عصر المعرفة هذا الذي لايحتمل تلكؤا ولاتباطؤا .
وفي كلمة العدد وتحت عنوان” مواقف نقدية” يبين ناظم مهنا رئيس التحرير أن أي حدث يمكن أن يحتمل التأويل يقول” قد يكون احتراق الغابات من فعل الطبيعة .. ولكن يمكن الحد من أضرارها، وهذا مافعله الأبطال من رجال الإطفاء وشباب القرى .. ومن وجه آخر لانستطيع أن ننفي الشكوك في أن ماجرى هو فصل آخر من فصول الحرب المجرمة التي تشن على بلادنا ..”
وكتب د. صلاح الدين يونس عن الإعلام : الإرهاب بالصورة والتضليل بالنص يقول” على الرغم من أن الواقع هو الأصل الذي تحاكيه الصورة، فإن الإعلام قلب المفهوم، فصارت الصورة هي الأصل الذي يحاكيه الواقع .. وهنا يحيل الإعلام” الموهوم الواهم” الخيالي إلى واقع كأنه عياني مدرك، وهنا يحيل الإعلام بالصورة المصنعة، بعض الأحداث العالمية وهي قد حدثت فعلا إلى صور غير صورتها الواقعية ..
وفي آفاق المعرفة كتب عبد اللطيف الأرناؤوط عن طلاسم أبي ماضي والجزائري بين الشك واليقين، حيث يتناول كتاب” حل الطلاسم” للشاعر محمد الجواد الجزائري” الذي يتناول الرد على شكوك الشاعر إيليا أبو ماضي، في قصيدته المشهورة” الطلاسم” التي طرح فيها جملة من التأملات والمسائل الفلسفية، حيث ختم كل مقطع فيها بقوله” لست أدري” وهو شاعر الفكر والتأمل ..
وفي بحثه المعنون” من تاريخ الصحافة الثقافية” توقف ديب علي حسن مع ثلاث مجلات على غاية من الأهمية أدت دورا تنويريا وتجديدا بكل مايحمل المصطلح من دلالات، ورحلته من دمشق إلى اللاذقية .. وهذه المجلات” مجلة الثقافة في دمشق” أصدرها مجموعة من الكتاب السوريين ومنهم، خليل مردم بك، جميل صليبا، كاظم داغستاني، كامل عياد .. ومجلة النهضة في طرطوس وأصدرها د. وجيه محيي الدين والشاعر حامد حسن في العام 1937، والمجلة الثالثة مجلة القيثارة في اللاذقية صدرت في العام 1946 وكانت ملتقى كبار الشعراء والأدباء العرب ..
والعدد غني بالدراسات والبحوث الهامة نذكر منها” ملامح شخصية الإنسان في التراث العربي كتبه أحمد محمد جواد محسن الحكيم، والبحث الذي تحدث فيه وائل ديوب عن تشيؤ الإنسان مابين النفعية والاستهلاك ..
وتوقفت د. علا دارب نصر في بحثها عند الصلابة النفسية في مواجهة الأحداث الضاغطة، وأنها قوى خفية في الشخصية الإنسانية، وهي نسيج في غاية الإتقان ومنتهى الدقة تتشكل خيوطه عبر المراحل العمرية المختلفة ..
هذا إلى جانب الأبواب الثابتة للشعر والسرد والمتابعات، ونافذة نطل عبرها على الإصدارات الجديدة، ويختتم العدد بكتاب المعرفة الشهري بقصة” اعتراف” للكاتبة ذكية بلكرامي، وهي قصة من الأدب الهندي الحديث، ترجمة سمير عبد الحميد، أما صورة الغلاف فهي للفنانة السورية ناديا نعيم.
