الثورة – لينا إسماعيل:
يحكي لنا التاريخ عموماً، والعربي بشكل خاص، قصة اقتران فريد بين الخيول الأصيلة ومغامرات الحب والحرب، عندما شاركت الخيل فرسانها لواعج الحب وصرير سيوف الحرب.
والأمثلة زاخرة في سجلات الماضي العريق، نذكر منها أبيات عنترة بن شداد، فارس العرب والعاشق المتيم، في وصف فرسه الأدهم “يَدْعون عنتَر والرِّماحُ كأنها.. أشطانُ بئرٍ في لَبَان الأدهم”. وبيت الشعر الشهير لأبي طيب المتنبي “الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم”.
ولا يكاد فارس، أو شاعر، أو كبير قوم، وسليل نسب، إلا وتعلّق هواه بالخيل، وتغنى به.. فعلاقة الخيل بفرسانها اقترنت بكرم الضيافة، وطيب الخلق والمعشر، بالجمال والرشاقة والرفعة، بالقوة والفطنة، بالصبر والوفاء والرأفة، بالأنفة والشموخ.
وهي سمات تتوحد من خلالها مقومات العشق، أغلبها جمعت ما بين طبائع العرب في شبه الجزيرة العربية، وخصائص الخيول العربية الأصيلة، راسمة صورة بديعة للجمال والشموخ والأنفة في أبهى تجلياتها ما بين الحب والحرب.