” العَلَم…”

الثورة اون لاين – ليندا ابراهيم:
لم أدرك معنى ودوافع فطرية تصرفي، حينما أشرت للعلم المتوضِّع على كتفيَّ، وشكرتُهُ، وحيَّيتُهُ، إذ استمديتُ منه هُويَّتي وقوتي وعزيمتي في أكثر من محفل عام لعديد من البلدان، سوى تلك الفطرية العفوية الطاهرة التي يفطر عليها المرء منذ أن يكون في المهد، ولربما جاء معه من حيث لا يشعر مع الجينات الوراثية. كنا نحيي العلم ظهيرة كل يوم خميس، في ساحة المدرسة، لنبتدئ اجتماع الصباح من اليوم الأول من الأسبوع التالي، بتحية العلم ورفعه من جديد، ليرفرف فوق رؤوسنا الصغيرة، وقاماتنا الطفلة، ونفوسنا المعلقة به، وقلوبنا الخفاقة معه أنَّى لوَّحتهُ الرياح وأخذته النسائم.. لاحقاً… بات العلم وشاحاً ـــ كفناً لكل شهيدٍ، مشهداً صميمياً من مشاهد الحرب على سورية
عدا عن ملازمته لأية قامةٍ كبيرةٍ قامت بعمل جليل للوطن، أيِّ وطن، وحملت اسمه، ونافحت عنه، كلمةً أو موقفاً أو دماً وروحاً تضحية وفداء وإعلاء من قيمته ودفاعاً عن هويته وأرضه وترابه وحقه وعرضه وأمنه واستقراره ضد أي دخيل أو مستعمر أو غازٍ أو مستبيح. تعلمنا رموزه، وألوانه، كما فطرت نفوسنا على الإجهاش فوراً حالما ننصت لخفقانه وهو يتهادى مع النشيد الوطني متدفقاً بسلاسة إلى كل ذرات كياننا وخلايا شغافنا فنجهش ونوشك على احتضانه… بل ويتمرأى في نواة كل خلية من خلايا بصرنا وباصرتنا مع ذلك الألق الدَّمعيِّ النَّقيِّ الذي يبدأ بالترقرق من مآقينا حتى لنكادُ نوقن أنه بات مكوناً لزمرتنا الدموية الوجدانية الوطنية..
. ينمو معنا ويكبر فينا وبنا، ويغدو رديفاً ومعادلاً لمعنى “وطن”، نزهو بتوشحه، ونفخر بحمله، ونعتز بانتمائنا له… ولهذا كان مكانُه الحقيقيُّ والافتراضيُّ الأحقُّ، في الأعالي من كل شيء: الأكتاف الرؤوس المباني القصور المناضد الذرا الجبال الهامات الأسلحة المنصات… الصدر الأقرب إلى القلب، القبعات، الزنود، حيث هو الرمز… وهو الهدف… وهو العلاء… حيثما رأينا “علماً”، وقد تلفت أطرافه، أو تعرضت مادته للاهتراء ولم تستبدل، شعرنا بألم التقصير في استبداله، وسارعنا إلى التذكير والمطالبة بتبديله بآخر جديد، وكأنَّ جزءاً صميمياً من دواخلنا ومشاعرنا وذواتنا قد تمَّ المساس به ولو بفعل عوامل الزمن…
إن أريدت الإشارة لهامة معروفة في قومها أسدت الخارق للوطن ننعتها بالعَلَم، ولو أردنا التذكير بأحد الأسماء أو الأفراد الثقات المعروفين في سياق حديث ما، سارعنا للقول “عَلَم في رأسه نار، وإن شيعنا شهيداً قضى في سبيل الدفاع عن هوية وكرامة الوطن بات العلم لباسه ولبوسه وعنوانه وكفنه إلى الدار الأعلى..
ما أزال أشعر بالشعور نفسه، حالما أمر بالقرب من مدرسة، أو تتناهى إلى سمعي تلك الأصوات الطفلة وهي تحيي العلم صباح أول يوم وظهر آخر يوم من كل أسبوع لتجهش نفسي وتتدفق قطرات دمي باتجاه وريده الطاهر إلى هناك… حيث مكانه الشغاف والمهجة والفؤاد… به يبتدأ أي محفل… وعلى وقع خفقانه يختتم… به تبدأ التحية، وباسمه يتم السلامُ الختام، وبرفعه يكون إعلان النصر والفوز هذا ما باتت ترتكزُ عليه الثقافة الجمعية العاطفية الفكرية الوطنية لدى السوريين منذ ما يناهز العقد من الزمن تحديداً… نختلف فيؤلف قلوبنا… نتفارق فيعيدنا إلى فيئه… ونتفرق فيجمعنا نضمه في غربتنا فيكون الأب والأم والأسرة والحضن… نموت دونه ونحيا بعزه… العلم الوطن… والوطن العلم…

آخر الأخبار
مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور