«رفعت سلام» … الشعر وسيلة لتغيير العالم

الملحق الثقافي:موسى حوامدة: شاعر وكاتب فلسطيني :

تعرفت على رفعت سلام أول مرة، حين جاء إلى «مهرجان جرش» في بداية التسعينيات. لم يكن بعيداً عن صورة الشاعر الثائر والمناضل، الذي يتخذ من الشعر وسيلة لتغيير العالم.
لقد تكرَّس اسمه كشاعر في السبعينيات، لكنه لم يطبع مجموعته الأولى إلا في نهاية الثمانينات، وهي «وردة الفوضى الجميلة» التي صدرت عام 1987. كان اسمه يسبقه في الشهرة والتأثير، وكان للشعرِ فاعليته وتأثيره الذي لم تسلبه الرواية والفنون الأخرى حضوره بعد.
لا شك أن المعرفة والثقافة التي كان يتميز بهما، أثقلتا عليه فقرّر الاكتفاء بالقصيدة وكتابة الشعر فقط، وقد جعلته هذه المعرفة التي صنعها بنفسه، يجد أبواباً أخرى للتعبير عن ذاته. هنا، ذهب إلى الترجمة والكتابة عن المسرح والتراث والتعبير بشتى الطرق، ولهذا ظلت أعماله الشعرية قليلة، لم تزد على ثماني مجموعات، لأنه كان يجد متعته في الترجمات الشعرية إلى العربية، وقد أنجز العديد منها فترجم، لـ «ريتسوس» و»كافافيس» و»بودلير» و»والت وايتمان» و»بوشكين» و»مايكوفسكي» وغيرهم.
في آخر لقاءٍ لي معه، وقد كان في معرض الكتاب الأخير في القاهرة. في هذا اللقاء الذي أداره الشاعر الدكتور «أحمد بلبولة» مع الراحل «رفعت سلام» تحدّث بهوسٍ عن الشعر والترجمة، وعن تفانيه لنقل الترجمة بشكل شعري، وقد كان يعتب على المترجمين العرب الذين انكبوا على ترجمة الأعمال الروائية الروسية، وتناسوا الشعر الروسي على أهميته، وتحدث عن نظرته للشعر وضرورة تحديثه، وكيفية كتابته ومنح الشكل قيمة في الكتابة الشعرية.
أعتقد أنه كان جاداً في كتابته كما هو جاد في حياته، فهو ابن إحدى القرى الريفية المصرية، وقد ظل محتفظاً بأيام طفولته وفقره وفطرته ونقائه. عُرف عنه صلابة مواقفه السياسية وحبه لأمته وعروبته، وتعامله الجدي مع الكتابة، وهو ما ظهر في كافة الأعمال التي تركها وراءه والتي تزيد على ثلاثين كتاباً، ربما لم تسعفه ظروف الحياة الصعبة والمرض من مواصلة مشروعه الذي نضج وصار يعرف مساره الذاتي أكثر من ذي قبل سواء في الترجمات، أو في كتابة الشعر، لكن رحيله ترك فراغاً كبيراً، ولعلي لا أبالغ لو قلت أن العالم العربي خسر قامة شعرية وأدبية سامقة، وأن مصر خسرت اسماً من الذهب الخالص.
لعلَّ القراءة النقدية لشعر «رفعت» تعطيه حقه النقدي بعد رحيله، إلى جانب العديد من الشعراء المصريين الذين أثروا الساحة الشعرية العربية الحداثية، ابتداءً من «محمد عفيفي مطر» و»محمد سليمان» و»حلمي سالم» و»محمد عيد إبراهيم» و»محمد آدم» و»عبد المنعم رمضان» و»علي منصور» و»عيد صالح» و»أحمد الشهاوي» و»جريس شكري» و»عماد أبو صالح» و»جيهان عمر» و»محمود قرني» و»عزمي عبد الوهاب» وليس انتهاءً بالشعراء المعاصرين الذين يواصلون الكتابة حتى اليوم.

التاريخ: الثلاثاء15-12-2020

رقم العدد :1024

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً