الثورة أون لاين – سلوى الديب:
هل يمكننا المحافظة على التنوع الفكري والثقافي في ظل الانفتاح التكنولوجي حتى لا نفقد هويتنا وانتماءنا الفكري ؟ سؤال لابد من طرحه والعمل على ابتكار الحلول للحفاظ على هويتنا والهوية .. أحد المحاور التي تناولها السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه في جامع العثمان : ماذا علينا أن نفعل لتجسيد ذلك على أرض الواقع .. كيف نحافظ على هويتنا .. سؤال نقلناه إلى بعض المثقفين في حمص :
* الثقافة حاضنة للتغيير
الأديبة خديجة بدور : حتى نحافظ على التنوع الفكري والثقافي في ظل الانفتاح التكنولوجي ولا نفقد هويتنا وانتماءنا الفكري ، هناك ثوابت وطنية وقيم أخلاقية يجب المحافظة عليها ، حتى إذا ما تلقى الإنسان أي اتجاه فكري مخالف ، ربما نحترم هذا الفكر ، ولكن قيمنا ومواقفنا تبقى ثابتة ، فالغزو الفكري الذي نواجهه لا بد أن تكون مبادئنا قوية وثابتة حتى نستطيع مواجه هذا التنوع الفكري ، نأخذ منه ما يغذي قيمنا ويقوي مبادئنا ونترك ما يخالفها ، فالثقافة بطبيعتها متعددة وهي مثل الطبيعة مختلفة ولا يوجد مجتمع مهما كان متجانساً وموحداً من دون التنوع والتعددية والاختلاف ، والثقافة حاضنة أساسية للتغير ولا يمكن إنجاز مشروع تغير حقيقي دون بيئة ثقافية صالحة ، ودون الاعتراف بالآخر واحترام خصوصيات الآخرين ، فالتنوع الثقافي قوة محركة ليست على مستوى النمو الاقتصادي فحسب بل كوسيلة لعيش حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالاً .
* التسلح بالعلم والمعرفة
الدكتور براء الخطيب : أعتقد أن الأمر يتعلق بتوظيف التنوع الفكري والثقافي الموجود أصلاً في مجتمعنا نفسه وفي المجتمعات والثقافات الأخرى بما يخدم نهضتنا وقضايانا ، ويحقق التقدم والتطور المطلوب ونعلم أن التكنولوجيا قد ساهمت بتطور ونمو هذه الظواهر من التنوعات الفكرية والثقافية في المجتمعات داخلياً وخارجياً بحكم الانتشار والوصول السهل وفيما يخصنا نحن نقول : بقدر ما نكون متسلحين بالعلم والمعرفة ومؤمنين بعقيدتنا المستندة إلى حقوقنا كأمة عربية نكون أقدر على الحفاظ على شخصيتنا وثقافتنا وفكرنا ونكون مؤثرين في الغير من منطلق منطق الحق (الذي يمثل القوة حتما) والذي نتكلم ونناقش ونحاور انطلاقا منه ، وبقدر ما نكون جهلاء وضعفاء فكرياً وعلمياً ومعرفياً وتاريخياً ستكون الأمواج الفوضوية أكثر قوة وتأثيراً في شخصيتنا وفي فكرنا وثقافتنا .
* نحتاج منابر فكر وثقافة حقيقية
الموسيقي ناصر الدربولي : علينا الحفاظ على هويتنا ضمن عصر التكنولوجيا حالياً باحترام الآخر وقبوله ، وتكون الرعاية الأساسية من قبل الدولة وقيامها بنشر الوعي الفكري وقبول الأفكار ضمن البلد الواحد ، وتكون الهوية الثقافية بوجود مختصين في الثقافة يشغلون المناصب الثقافية ليقوموا بنشرها ، وأن تكون هناك منابر كبيرة للثقافة والعمل على ضخ هذا الفكر والإعلان عن هويتنا الثقافية ، ففي الفترة الأخيرة لم يكن لدينا منابر فكر وثقافة حقيقية ، نلفت بها انتباه مجتمعنا إلى ثقافتنا ، حيث إن هذا الجيل ضائع بعيد عن الثقافة ، ولديه جهل كبير بالكتاب الورقي فلا يعرف شيئاً عن عمالقة الأدب كنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم حتى سليمان العيسى شاعر الطفولة الرائع ، ونحن نقصد وزارة الثقافة فلو كان هناك اجتماعات معينة ، ومنابر ثقافية تقدم فيها المحاضرات وتوفير ضخ إعلامي متميز للأنشطة، فنرى على التلفاز حالياً أشخاص لا نعرفهم ولا نعرف هويتهم ، فيفرضون علينا في كل مناسبة على الشاشات ومع التكرار يصبحون جزءاً من الشخصيات الجديدة التي تنتج هكذا تتغير هويتنا .
* عدم فرض الأفكار
وإن ترك الحرية الفكرية والحوار مع الآخرين لا يعني الحوار والجدل غير المنتج ، وذلك مع ضرورة عدم فرض الأفكار وخصوصاً التي لا تشبهنا كفرض مطرب أو كاتب كلمة على المتلقي ، وثانياً الفكر العلماني الرائع دون التحزبات والانتمائيات والاثنيات دعونا نبقى مجتمعاً واحداً مفتوحاً على بعضه وليكون شعارنا المحبة ، بالمحبة فقط تبنى الأوطان