الثورة اون لاين – هناء الدويري :
استحقّت سورية وبكلّ جدارة رتبة محكّم دولي في انتخابات هيئة التقييم الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو الدولية… ولمعرفة التفاصيل ودور سورية كعضو يتولى التقييم من بين اثني عشر عضوا التقت الثورة الأستاذة رزان المحاميد المكلفة بإدارة برنامج التراث الحيّ في الأمانة السورية للتنمية للحديث في تفاصيل المهام وانعكاساتها الإيجابية على حماية التراث بشكل عام والتراث السوري بشكل خاص…ما هو الأثر الذي تقدمه سورية بهذه العضوية.. وما هي الانعكاسات الإيجابية؟
تعمل سورية ممثلةً بالأمانة السورية للتنمية من خلال عضويتها في هيئة التقييم الدولية على فحص ملفات عناصر التراث الثقافي اللامادي التي تقدمها دول مختلفة من العالم إلى منظمة اليونسكو، وذلك لقياس مدى مطابقة ملفات العناصر المقدمة لمعايير واتفاقيات اليونسكو، وذلك لاتخاذ قرار بقبول تسجيلها أو رفض التسجيل على لوائح التراث الإنساني مع توضيح الأسباب، ومن خلال هذه التجربة تكتسب سورية خبرات عديدة في مجال إعداد ملفات لعناصر التراث اللامادي السوري وذلك من خلال الاطلاع على ملفات دول أخرى أثناء عملية التحكيم لهذه الملفات مما يساعد على بناء كوادر بشرية محلية خبيرة في عملية تقييم وترشيح عناصر من التراث الثقافي اللامادي. بالإضافة إلى إمكانية تقديم مقترحات لمنظمة اليونسكو حول آليات تطوير معايير الترشيح لدى المنظمة بناء على التجربة العملية التي تتيحها عملية التقييم.
هل يمكن الاستفادة من هذه العضوية في مجال حماية التراث السوري المادي واللامادي؟
أثناء عملية التقييم، تقوم سورية بفحص دقيق لعناصر مختلفة من التراث اللامادي حول العالم، وبالتالي تمكن التجربة العملية في التقييم من الاطلاع على خطط الصون وآلية حماية عناصر التراث اللامادي في العالم، مما يتيح لسورية الاستفادة من التجارب الإيجابية والفعالة في الدول الأخرى وتطبيقها لصون التراث اللامادي السوري، كما تساعد العضوية في صقل الخبرات في مجال ترشيح عناصر من التراث اللامادي السوري على قوائم التراث الإنساني بأنواعها المختلفة من خلال التعرف بشكل واسع على معايير تقديم ملفات لعناصر التراث اللامادي بغية تسجيلها على لوائح اليونسكو.
ترشيح سورية جاء بشكل دوري وروتيني أم ماذا؟
ترشح لمقعد المجموعة العربية في لجنة التقييم لدى اليونسكو ثلاث منظمات غير حكومية، تم اختيار منظمة واحدة (الأمانة السورية للتنمية) لتمارس دورها في العضوية لمدة سنتين 2020- 2022 ضمن هيئة تقييم مؤلفة من اثني عشر عضواً: ستة خبراء مؤهلين في مختلف مجالات التراث الثقافي غير المادي، وممثلو الدول الأطراف غير الأعضاء في اللجنة، وست منظمات غير حكومية معتمدة. كما تجدر الإشارة إلى أن سورية ممثلة بالأمانة السورية للتنمية فازت سابقاً بعضوية هيئة التقييم الدولية لعامي 2015 – 2016، وهذه هي المرة الثانية التي تفوز بها في العضوية.
عدد الذين صوتوا لسورية؟
تبعاً لتصويت منتظم تشرف عليه منظمة اليونسكو، فازت سورية ممثلةً بالأمانة السورية للتنمية كونها جهة استشارية معتمدة لدى اليونسكو بتصويت من 10 دول مختلفة حول العالم.
طبيعة عملكم الآن وحسب ما فهمت اون لاين، هل توجد صعوبات في ذلك؟
لقد فرضت التحديات المتعلقة بأزمة COVID 19 ظروفاً استثنائية في العمل تم أخذها بعين الاعتبار عبر وضع خطط بديلة لضمان سير العمل بشكل صحيح، وأحد أهم الخطط البديلة التي اتبعت سنة 2020 في اجتماعات اليونسكو أن تتحول من اجتماعات على أرض الواقع إلى اجتماعات افتراضية (on line)، وقد كانت سورية على حضور دائم ضمن هذه الاجتماعات ولعبت الدور الاعتيادي المطلوب على أكمل وجه.
المهنية والاحترافية مطلوبة في هكذا عمل والسوري يمتاز بها، ماذا عن بقية الدول الموجودة معكم برأيك؟
تقوم كل دولة عضو ضمن هيئة التقييم بتقديم دراسة كاملة عن كل ملف من ملفات عناصر التراث الثقافي اللامادي المرشح للتسجيل على قوائم اليونسكو، ويجري عادة عقد مناقشات حول كل ملف مع بقية الدول الأعضاء في الهيئة، مما يتيح تبادل المعلومات والخبرات بين الدول وفتح مجال الحوار ما يزيد من خبرات كل الدول الأعضاء في الهيئة ويتيح فرصة التعرف على آليات التحكيم المختلفة ووجهات النظر المختلفة من الدول حول التقييم والتحكيم.
هل تنصف الدول في اختيار مواقعها أو مواد تراثها اللامادي في قبولها أو عدم قبولها على لائحة التراث؟
تقوم هيئة التقييم عادة بدراسة دقيقة لكل عنصر يتم ترشيحه للتسجيل على لوائح التراث، وتكون هذه الدراسة مستندة إلى اتفاقيات اليونسكو المعتمدة وتوجيهاتها التنفيذية ومعايير الأسئلة الموجودة ضمن ملف كل عنصر، وتتوخى الهيئة أقصى درجات الدقة والتحليل والفهم لكل عنصر مرشح، وبالتالي يتم اتخاذ القرار المنصف حول كل عنصر مرشح وتوضيح أسباب القبول أو الرفض استناداً إلى معايير وأسس واضحة تعتمدها المنظمة حول العالم.
بعد الوردة الشامية وكركوز وعيواظ؟ هل من مواد جديدة على لائحة التراث؟
تنتظر سورية نتيجة صدور قرار ملف ترشيح عنصر القدود الحلبية لتسجيله على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في اليونسكو لعام 2021، كما تنتظر سورية نتيجة إدراج 2 من الملفات المشتركة مع دول أخرى: الملف الأول: الصقارة المرشح مع مجموعة دول لتجديد تسجيله على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني لعام 2021، الملف الثاني: صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها كملف مشترك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي سيعاد تقييمه خلال الدورات القادمة.
.المهنية والاحترافية مطلوبة في هكذا عمل والسوري يمتاز بهما… ماذا عن بقية الدول الموجودة معكم برأيك؟
بالتأكيد إن جميع الدول الأطراف في هيئة التقييم وكذلك في اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث اللامادي ، هي من الدول التي لها تاريخ طويل في أروقة اليونسكو وأثبتت حرفيتها وخبرتها في مجال التراث اللامادي، وبالأخص الحيادية في التعامل مع ملفات وأنشطة الدول المقدمة،
هل تصنف الدول في اختيار مواقعها أو مواد تراثها اللامادي في قبولها أو عدم قبولها على قوائم اليونسكو ؟
، إن الترشيح لأي قائمة يتم وفق رغبة المجتمعات المحلية الحاملة للعنصر بالدرجة الأولى وبعدها يتم اعداد الملفات وتقديمها، ويمكن أن تشترك أكثر من دولة في اعداد الملف كما حدث مع سورية في ملف الصقارة والقنص الذي يضم حالياً 17 دولة وقابل للزيادة، ولا يتم التدخل في ترشيحات أي دولة لإدراج عناصرها على قوائم اليونسكو
