الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
تابعت أسرة البحوث العلمية بوزارة التربية على مدار خمسة أيام أعمالها لإعداد الدليل السلوكي في المدارس الخاص بالمرشدين النفسيين والاجتماعيين بهدف تمكينهم في استخدام استراتجيات متطورة لتعديلات السلوك في جميع المراحل الدراسية.
كتابة الدليل سيكون لجميع من يقع بين يديه من مرشيدن ومدرسين وإدارة مدرسة وبالتالي لا بدّ من كتابته بلغة بسيطة وسهلة الفهم وبعيدة عن التعقيد والمصطلحات وتكون هناك سرعة بالتنفيذ وبذلك تكون أكثر إيجابية.
يؤكد الدكتور عبد الحكيم الحماد أهمية وجود المرشد النفسي والاجتماعي في المدارس لتكتمل العملية التعليمية وحل المشكلات الأطفال في الحلقة الأولى والطلاب ذات المنشأ النفسي في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي وبالتالي تعديلات السلوك في هذه الفترة مهمة جداً وعليه يعمل فريق الوزارة لإعداد وبناء دليل إرشادي للعاملين في الميدان من المرشدين الاجتماعيين والنفسيين لاتباع الخطوات المنهجية لتعديل السلوك سواء أكانت بسيطة الشدة أم متوسطة أم معقدة وبالتالي لا بدّ من وجود تدخل تربوي ما بين تغيرات كل مشكلة من هذه المشكلات البسيطة والتدخل التربوي بمستوى أعلى وعندما تكون معقدة لا بد من أن تتدخل العوامل الخبيرة من أجل عملية تعديل السلوك
وبيّن الحماد ضرورة التعاون مع المجتمع المحلي وأولياء الأمور لدراسة المشكلات التي لها امتداد خارج المجتمع المدرسي والتي قد تكون ذات منشأ أسري ينعكس على سلوكيات الطالب في الغرف الصفية أو الباحات المدرسية، وبالتالي عندما تلتقي أفكار المرشدين النفسيين مع أولياء الطلبة والإداريين في المدرسة يمكن وضع حلول مناسبة لكل جانب من جوانب المشكلة حيث تكتمل العملية التعليمية بتكامل الجانب التربوي والتعليمي معاً.
وتحدث معاون الوزير عن أهمية تعديل السلوك ليس في كشف المشكلات وحلها فقط، بل في كشف الميول والمواهب لدى الكثير من الطلاب وهو أمر إيجابي، ولهذا طلب من جميع التربويين المشاركين في إعداد الدليل على وضع تطبيقات عملية لبعض القضايا والمشكلات التي يعاني منها بعض الطلاب وسبل معالجتها على أرض الواقع من خلال التجارب التي يمرون بها.
الدكتورة سبيت سليمان مديرة البحوث العلمية في وزارة التربية أشارت إلى أهمية الدليل في تمكين المرشد والمدرس والكادر الإداري على العمل والتعامل مع الأطفال بطريقة تربوية قائمة على أسس واستراتجيات ومبادئ سلوكية، تركز على كيفية التعامل مع الطلبة والابتعاد عن وسائل العنف والضرب أو السخرية أو استخدام الألفاظ النابية التي تقلل من تقدير الطالب لذاته وتؤدي إلى إهانته وعدم استقامة العملية التعليمية كما تقلل من قيمة المدرس.
وبينت الدكتورة سليمان أن الوزارة توجهت لإطلاق مجموعة من الأدلة لتمكين المدرسين من مهارات واستراتجيات تساعدهم في التعامل مع الطلبة والتي من ضمنها دليل تعديل السلوك، إذ إن هناك عمل على إعداد دليل اسمه لا للعنف يساعد على تبيان مفهوم العنف والاستراتجيات التي تؤثر على الطالب، وذلك للاستعانة بها في إيجاد طرق وأساليب للتعاون مع الطالب في المؤسسة التربوية والوصول قدر الإمكان للتأثير الايجابي على الطلبة ومنعهم من التسرب ومن التأخر الدراسي.
وذكرت الدكتورة سليمان عدداً من الأدلة التي تعمل عليها المديرية ومنها دليل صعوبات التعلم وهو مطبوع للمرة الثالثة وموزع على المدارس وهناك دليل غرف المصادر الموجود في الميدان وكذلك دليل الدمج التعليمي وهو في مرحلة الطبعة الثانية، كل ذلك بتوجيه من السيد وزير التربية للعمل على جعل البيئة المدرسية أكثر سعة ورحابة، موضحة أن مديرية البحوث تعمل حالياً إضافة إلى دليل السلوك لإعداد أدلة تناسب جميع الحالات الموجودة في الميدان التربوي وخاصة موضوع الإعاقات وقد اتجهت إلى تأليف دليل التوحد ودليل خاص بالإعاقة البصرية والعقلية ودليل الإعاقات الذهنية والتأخر الدراسي ودليل الإعاقة السمعية.
ولفتت مديرة البحوث إلى أن هذا الدليل موجه للمرشدين، الذين بدورهم يقومون بتدريب المدرسين والكادر الإداري والتدريسي في المدارس الأمر الذي يساهم في خلق بيئة آمنة ومحببة للتلميذ ومساعدة للمدرس في إيجاد طريقة تؤدي إلى تخفيف التوتر في السلوك غير المرغوب به.
الدليل في مرحلة الإعداد وعلى الأغلب سيذهب إلى المطبعة خلال شهر ونصف الشهر وهو يشمل جميع الطلبة من مرحلة الصفر وحتى الثاني عشر ويشارك في تأليفه مجموعة من الخبراء التربويين من مختلف المحافظات السورية وهم يشغلون عدداً من الأماكن والمناصب في وزارة التربية ومديرية التربية ومديرية البحوث.