الثورة أون لاين – تحقيق وفاء شقير:
لعله بات الشغل الشاغل والهم الكبير الذي يثقل كاهلنا ويعوق تخرجنا لما يحمله من أسئلة تعجيزية هدفها تفشيل الخريج ووضعه على ناصية العاطلين عن العمل.
هكذا كان وصف خريجي بعض كلياتنا العلمية للامتحان الوطني، الذي يجريه الخريج ليشق طريقه إلى سوق العمل، ولأن أبناءنا الخريجون هم عماد الوطن ومستقبله ونظراً لأهمية طروحاتهم. الثورة جالت ميدانياً بين الطلاب ورصدت أراءهم وتطلعاتهم وتواصلت مع المسؤول فكانت هذه التفاصيل.
لإنهاك قدراتنا
الطالبة “ع ، ل” قالت: بصراحة هو امتحان لتعذيب الطالب وإنهاك قدراته ولا نستفيد منه بحياتنا العملية ولا بأي طريقة ويشكل عقبة أمام تخرج الطالب نتمنى إلغاءه، فأنا مثلاً أنهيت موادي الجامعية منذ أكثر من سنة وتوقف تخرجي بسببه وطبعاً هناك طلاب توقف تخرجهم منذ أكثر من عامين.
أسئلة بلا جودة تقييم
الطالب “س ، ه” قال: أسئلة الامتحان صعبة جداً ومعقدة والمعروف أنه بكل دول العالم أنك إذا أردت أن تمتحن طالب.. عليك أن تعطيه معلومات وتمتحنه فيها إما أن تعطيه كتاباً على أساس أنه مرجع موحد ولا يأتي منه سؤالان أو ثلاثة فهذا أكبر دليل على فشل الامتحان ثم أن المحاضرات ليست موحدة بكل الجامعات وأوجدوا المرجع لحل المشكلة فكيف يتم اختبارنا بأسئلة من خارجه وبصراحة أصبحنا مضطرين لدراسة محاضرات كل الجامعات السورية على أمل النجاح وفي النهاية لا نحقق ما نسعى له لأنه امتحان حظ وعلى الماشي.. والمصيبة الأخرى أنه ليس لنا الحق في معرفة الصواب من الخطأ بعد أن نقدمه والمشرفون عليه يضعون سلم التصحيح وجميعنا نتساءل من يقيم جودة الأسئلة ومستواها إذا كانت تتناسب مع الطلاب أم لا، لهذا يجب أن يكون هناك لجنة خاصة بامتحان كل اختصاص وتضع الأسئلة المناسبة.. فليس من المعقول أن يكون القرار لآخرين من اختصاصات أخرى.
يؤخر تخرجنا بلا معنى
الطالبة ع ، س قالت ليس للامتحان أي معنى إلا تأخير تخرج الطلاب فمن الممنوع أن نأخذ الأسئلة أو نعرف الحل الصحيح أو عدد العلامات على كل سؤال والمشكلة أن الأسئلة من منهاج جامعة دمشق الأمر الذي يحتم علينا بعد عذاب خمسة أعوام بمناهجنا أن ندرس منهاج آخر خلال شهر.
يطبق على الجامعات والمناهج وليس على الطلاب.
الطالب ع ، ر أوضح أن الامتحان لا يقدم ولا يؤخر في الحياة وليس أكثر من ضربة حظ فهناك الكثير من الطلاب لا يزال تخرجهم متوقف على تجاوزه فأنا طالب تقدمت للامتحان الوطني وحصلت على ٤٧ درجة لأن مستوى الأسئلة تعجيزي فقط، لهذا فهو غير منطقي إذ كيف يلعبون بمستقبل الطلاب بفرض امتحان بشكل مفاجئ و جعله شرطاً للتخرج و يطبق ذلك الشرط على الطلاب القدامى بل هناك طلاب فرض عليهم بنفس فصل التخرج، ثم أنه معياري لقياس جودة التعليم وبالتالي يفترض أن يطبق على الجامعات و المناهج و ليس على الطلاب؛ فما ذنب الطالب إن كانت الوزارة تعتقد أن نجاح الطالب بما يزيد عن ٦٠ مقرراً بقسمين عملي ونظري، وتقديم الطالب مشروع السنة الرابعة ومشروع التخرج بإشراف أساتذة جامعين وعرض المشاريع على لجنة تحكيم ومناقشتها لا يؤهله لاستلام وثيقة التخرج؟ فامتحانات الجودة لا يكون فيها شرط نجاح أو رسوب إنما تكون لتحليل النتائج وتقييم المناهج وطرق التدريس وتطويرها وبالتالي لا يكون الامتحان شرط تخرج انما امتحان جودة يقدمه كل طالب
أسئلة أجنبية معربة بطريقة خاطئة
الطالب “س ، ل “بين أن الامتحان لا معنى له لأنه يفتقد لمقومات النجاح ثم أنه في قانون تنظيم الجامعات كل جامعة مستقلة بذاتها والمناهج غير موحدة فكيف يتم فرض امتحان موحد على طلاب درسوا مناهج مختلفة باختصاصات مختلفة؟ فمثلاً الاختصاصات في الجامعة الافتراضية أربعة وهناك تخصص وسائط متعددة غير موجود في بقية الجامعات ويدرسون مواد خاصة بهم فلأي امتحان يتقدم طالب الوسائط المتعددة؟ وكيف يجتاز الامتحان بمواد لم يدرسها أساساً؟ ومن جهة أخرى تم إصدار مرجع من قبل مركز القياس والتقويم ولم تكن الأسئلة منه إطلاقاً، فأسئلة الامتحان غير منطقية وغير جوهرية وتعتمد مثلاً في امتحان الماستر ٥٠٪ من التخصص و ٥٠٪ من المحاور الأخرى؟ فلماذا يطلب من الطالب أن يدرس كل التخصصات ليجتاز الامتحان و هو مختص لعامين في تخصصه؟ أيدرس عامين إضافيين لكل تخصص وبالتالي إذا كان الهدف دعم الخريجين فالأولى فرض تدريب جامعي قبل التخرج يمكن الطالب من التعرف على طبيعة العمل على أرض الواقع و ليس امتحاناً نظرياً بأسئلة أجنبية معربة بطريقة خاطئة.
اعتذار غير مبرر
ونظراً لأهمية القضية وتأثيراتها السلبية على أبنائنا تواصلنا مع الدكتورة ميسون دشاش رئيس قسم التقويم والقياس في وزارة التعليم العالي لتوضيح ماهية الامتحان الوطني وآليته ووضع النقاط على الحروف لكنها اعتذرت عن الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع ما داعانا لنسأل: هل جاء اعتذارها لأنها تعرف حقيقة الامتحان الوطني وتعلم جيداً أنه ليس على قدر المسؤولية ولا تستطيع البوح لأسباب وأسباب؟ أم لأنها لا تريد الخوض بمشاكل وآهات الطلاب أو السعي لإيجاد حل موضوعي لهذا الامتحان؟
ولنا كلمة
إذاً وأمام آراء الطلاب واعتذار المسؤول عن الرد والتوضيح نجد أن الامتحان الوطني يفتقد للبنية التحتية التي تجعله يرتدي حلة مقبولة أمام رواده لأن الآلية التي تم تقديمه من خلالها غردت خارج أهدافها ولم تمكنه من أن يلعب دوره على المسرح العلمي بطريقة ذكية ومفيدة لأبنائنا ليشكل عقبة أساسية أمام تخرجهم ويضعهم على قارعة الاحتمال والانتظار فهل يتم الإفراج عن خريجينا عبر إلغائه أو إيجاد آلية صحيحة له؟ أم أن آراء طلابنا وأبنائنا لم تعد في حيز اهتمام مسؤولينا ليبقى الحال على ما هو عليه ويكون من المحال! عموماً هموم طلابنا الخريجين والنظر بمعاناتهم جراء هذا الامتحان البعيد عن الموضوعية نضعها بين أيدي أصحاب القرار.