الثورة أون لاين – محرز العلي:
ما من شك بأن إعلان إدارة ترامب على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو وضع حركة أنصار الله التي تدافع عن الشعب اليمني واستقلال ووحدة بلده على لائحة الإرهاب الأميركية يأتي في إطار استكمال العدوان السعودي الأميركي على الشعب اليمني في محاولة جديدة للتضييق عليه وفرض المزيد من الضغوط السياسية، إضافة إلى الحصار الجائر الذي طال حاجات اليمنيين اليومية المعيشة، ما يؤكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تقترب ولايته من نهايتها يمعن أكثر في التضليل ونشر الإرهاب والفوضى عبر دعمه للعدوان وزيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
ترامب المتوحش يحاول عبر خطوته العدائية الجديدة هذه تضليل الرأي العام الدولي وتحويل الأنظار عن الجرائم السعودية التي ترتكب بحق الشعب اليمني، فالولايات المتحدة الأميركية هي من تؤمن الغطاء السياسي للتحالف السعودي الذي يشن عدوانه على اليمنيين منذ نحو ست سنوات وحتى الآن، تنفيذاً لمخطط استعماري أميركي يهدف إلى السيطرة على المضائق البحرية واستنزاف أموال النفط في الجزيرة العربية عبر صفقات الأسلحة مع الجانب الأميركي، حيث يهدر تحالف العدوان ثروات بلدانه من أجل تدمير اليمن وقتل وتجويع شعبه الرافض للهيمنة الأميركية، وهو هدف أميركي صهيوني لا يخفى على أحد.
فالمتابع لمجريات العدوان المستمر على الشعب اليمني يدرك أنه تم بإيعاز أميركي، حيث تم الإعلان عن بدئه من واشنطن وعلى لسان سفير السعودية آنذاك في واشنطن عادل الجبير ما يعني أن قرار العدوان أميركي، وقد قام بتنفيذه ما سمي تحالفاً عربياً رباعياً اعتمد على المرتزقة من أجل إراقة دماء اليمنيين الذين يرفضون سياسة الولايات المتحدة الأميركية وتدمير بلدهم، وهذا يؤكد أن الإدارة الأميركية متهمة ومسؤولة عن كل قطرة دم تراق في اليمن، وهي اليوم تحاول خنق الشعب اليمني عبر اتهام المقاومين في أنصار الله بالإرهاب، وذلك من أجل تشجيع العدوان وفرض المزيد من إجراءات الحصار، وبالتالي تعطيل أي جهد دولي لوقف العدوان والحصار وإيجاد حل سياسي ينقذ اليمن الشقيق من هذه الحرب الظالمة وتداعياتها الكارثية.
السلوك الأميركي الجائر بحق اليمنيين لم يرهبهم أو يخيفهم حيث ردّ أنصار الله على الإجراءات الأميركية مباشرة، مؤكدين أنها لن تغير شيئاً في الوضع الميداني، لأن من حق الشعب اليمني الدفاع عن نفسه وعن أرضه والرد على الإجراءات الأميركية المخالفة للقرارات الدولية ومساعي السلام، معتبرين أن السياسة الأميركية المتوحشة لن تزيد الشعب اليمني إلا تصميماً على إفشال العدوان وأجنداته التخريبية، ولا سيما أن سنوات العدوان فشلت في تحقيق ما يطمح له تحالف العدوان، إذ لم يستطع الهيمنة على مقدرات الشعب اليمني وسلبه قراره الوطني، وبالتالي لن ينجح الأميركيون في تحقيق ما عجزوا عنه عبر دعم العدوان ونشر الإرهاب عبر إجراءات سياسية تضليلية باطلة، ولن يحصدوا وأدواتهم التي تشن العدوان سوى الذل والعار، ولا سيما أن ترامب الذي تنتهي ولايته بعد أيام سيخرج من البيت الأبيض مثقلاً بفشل سياسته المتوحشة في المنطقة، كما في الداخل الأميركي، وهو ما يفسر الحالة الهستيرية التي يعيشها هذا المجرم اليوم بعد أن استباح كل القيم والمبادئ والقوانين في سبيل تحقيق أوهامه المريضة ولم يتمكن من تحقيقها.