الثورة- منهل إبراهيم:
سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على ما وصفته الفشل المستمر أمام العالم في الحرب على غزة، مقابل “النجاح” في إيران، والاستجابة الدولية السريعة ضد النظام في طهران.
وفي هذا الصدد قال موقع “ويللا” الإسرائيلي”: إن الهجوم الجاري على إيران أظهر كيف تحولنا في أسبوع واحد من العلامة التجارية الأكثر تآكلاً بسبب استمرار الحرب في غزة، إلى خوض مواجهة تحظى بتأييد عالمي ضد نظام معادي”.
وأضاف الموقع قائلاً: “ألقى هذا الإنجاز أمام إيران الضوء القاسي على الفشل المستمر في ساحة أخرى وهي غزة”، مؤكداً أن الفارق بين الجبهتين ليس الجودة العسكرية أو النوايا الحسنة، إنما مجال الاتصالات والرسائل وإدارة الأزمات الإعلامية الاستراتيجية.
وأوضح موقع ويللا أن “تل أبيب” في غضون أيام قليلة، قدمت وجهين متعارضين، الأول الهجوم على إيران والثاني التلعثم في غزة، رغم أن “حماس” نفذت هجوم السابع من أكتوبر، وهي نقطة بداية مثالية بالنسبة لإسرائيل من حيث وسائل الإعلام الدولية، واستدرك الموقع.. “لكن بعد مرور أكثر من عام ونصف العام حتى ليلة الهجوم على إيران، انهارت الرواية الإسرائيلية بشكل كامل”، ” وفشلت تل أبيب في إدارة الأزمة الإعلامية بشأن حربها على غزة، ولم تتبنَ رسالة واضحة، ولم تحدد هدفاً استراتيجياً مستداماً للتواصل، بل ظهرت عالقة تحت شعار (تدمير حماس)”.
وذكر الموقع أنه “بسبب صور الأطفال القتلى أمام المستشفيات، اختفت الرسالة الإعلامية، وتراوحت لغة إسرائيل بين الإحراج والاعتذار، وإلقاء اللوم على حماس”، مشيراً إلى أن “وسائل الإعلام الدولية اشتمت رائحة الدم، ما دفع مراسلي شبكات سي إن إن، وبي بي سي، وصحف لوموند، ودير شبيغل لتصوير غزة باعتبارها حرباً ضد المدنيين”، وتل أبيب هي المعتدي الجامح”.
ونوه موقع ويللا إلى أنه “على صعيد المصطلحات المستخدمة، رفضت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصف حماس بـ”الإرهابية”، وأوضحت أن تل أبيب فشلت بفرض روايتها الأساسية، لكن السبب الحقيقي وراء هذا الفشل أعمق بكثير، فقد كان زعماء إسرائيل يخشون إخبار الرأي العام بالحقيقة المرة، وهي أنه لا يوجد حل سريع أو نظيف في غزة، بل فضّلوا التلعثم التكتيكي على التعرف الاستراتيجي الواضح، والنتيجة ضربة قوية لشرعيتها في العالم”.
وقال الموقع: إنه “لم تتمكن وسائل الإعلام الغربية الرائدة من تجاهل قوة الرسالة الإسرائيلية، بل توجه الانتقاد للتهديد الإيراني، وليس الهجوم الإسرائيلي، حتى صحيفة الغارديان، التي انتقدت إسرائيل بشدة في غزة اعترفت بحذر أنه لا يمكن تجاهل الخطر الإيراني، وهكذا اكتسب مكانة مرموقة في الوعي العام بفضل قصة واضحة وهي أن إيران تشكل خطراً على العالم”.
وختم موقع ويللا قائلاً: “التخوف من قول الحقيقة للعالم جعل إسرائيل حجر عثرة في وسائل الإعلام الدولية، وأصبحت غزة مرادفة لفشلها الأخلاقي، فيما أصبحت إيران مثالاً للنجاح الاستراتيجي الاستثنائي، وسيستمر العالم في الحكم على تل أبيب وفقاً لروايتين: في إيران نجحت لأنها كانت شجاعة ومركزة، وفي غزة فشلت لأنها كانت خائفة من قول الحقيقة، وهذا ليس مجرد درس في إدارة الأزمات والاتصالات الدولية، بل درس في القيادة، مع أننا في غزة دفعنا ثمناً باهظاً بسبب الخوف من رواية قصة غير مريحة”.