الثورة – جهاد الزعبي:
تتميز محافظة درعا بموقعين للمياه المعدنية الحارة الصالحة للعلاج الطبي، ويفضل العديد من الناس الاستشفاء بهذا النوع من المياه لما تتميز به من مواصفات تفيد في علاج أمراض عدة.
ولعل منتجع نبع الحياة للمياه المعدنية الكبريتية الحارة في بلدة جباب بريف درعا من أهم المنتجعات الطبيعية على مستوى سوريا، وكان مقصدا للسياح للاستفادة من مزاياه العلاجية لأمراض المفاصل وغيرها.
منتجع جباب
مدير سياحة درعا ياسر السعدي أوضح لـ”الثورة” أن منتجع نبع الحياة يتكون من كتلتين: الأولى للنساء والثانية للرجال، وخمس غرف مستقلة عائلية ومركز معالجة، إضافة إلى فندق وكافتيريا.
وشُيد المنتجع بطريقة هندسية وعلمية بالاعتماد على البيئة من خلال استخدام الأحجار البازلتية المتوافرة في منطقة حوران، وتم بناء الكتل المخصصة للرجال والنساء والعائلات بطريقة هندسية خاصة لطرد أشعة الشمس، ولكن المنتجع تعرض لأضرار كبيرة خلال السنوات الماضية وتوقف عن العمل بعد وفاة مستثمره.
سياحة علاجية
وعن مرتاديه، قال السعدي: كان آلاف الزوار يقصدون بلدة “جباب” الواقعة في منتصف المسافة تقريباً بين دمشق ودرعا وإلى الغرب من الطريق الدولي- الأتوستراد بعدة مئات من الأمتار طلباً للاستشفاء والاستجمام بحمامات المياه المعدنية الكبريتية الحارة المتدفقة من بئر، بدأ استثمار مياهه عام2003 عبر إقامة منشأة صحية حملت اسم منتجع “نبع الحياة”.
وانطلقت فكرة المشروع بعد اكتشاف البعثة الفضائية السورية- السوفييتية في تموز 1987 وجود مكمن حار في منطقة جباب شمالي محافظة درعا من خلال الاستشعار عن بعد.. وتم حفر بئر بعمق 777 متراً، حيث تدفقت مياه معدنية كبريتية حارة تصل درجة حرارتها إلى 45° مئوية، وهي غنية بمجموعة كبيرة من المعادن والغازات المنحلة الضرورية لصحة الإنسان.
وقد أوصى معهد أبحاث الشيخوخة في “الاتحاد السوفييتي السابق” بإقامة منشأة صحية على هذا المصدر المهم للمياه، الذي يعد من المصادر النادرة ليس في سوريا فحسب، وإنما في العالم، لغنى هذه المياه وقدراتها العالية على مساعدة الناس على الاستشفاء من طيف واسع من الأمراض الجلدية والهضمية والنسائية، ومجموعة من الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي، إضافة إلى قدرة المياه على تحفيز الأجسام لرفع مناعتها الداخلية.
بئر اليادودة
ولفت السعدي إلى أنه تم اكتشاف بئر للمياه المعدنية الحارة جنوب بلدة اليادودة عام 1980، وأثبتت الدراسات إمكانية الاستفادة منها في علاج بعض الأمراض، مشيراً إلى أن وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الصحة عرضت البئر منذ عدة سنوات للاستثمار من قبل المستثمرين لإقامة مشروع سياحي علاجي يحتوي على حمامات مياه معدنية ومسطحات خضراء وملاعب ومطاعم ومستودعات ومواقف سيارات وفعاليات سياحية أخرى من مستوى ثلاثة نجوم، بعد إنجاز المخططات الهندسية لبئر اليادودة، لكن الظروف حالت دون استكمال إجراءات الاستثمار.
فوائد صحية عديدة
الدكتور أحمد قطمة اختصاصي الأمراض الجلدية، أكد أن الاستحمام في هذه المياه يؤخر الشيخوخة، إذ تحتوي المياه على عناصر الزنك وغاز كبريت الهيدروجين والسلينويوم والباريوم وغيرها من العناصر المفيدة لصحة الإنسان، ولاسيما لجلده، وإن قدراتنا على استعادة الحيوية والشباب، وإيقاف زحف الشيخوخة يتوقف على إخراج السموم من أجسامنا، وإعادة بعض المواد النادرة والمعادن التي فقدناها عبر الزمن إلى أجســامنا، وإن أهم ما في الموضوع هو استخدام هذه المياه بشكل طبيعي دون تسخين أو تبريد أو مزج أو فلترة.
وبالعادة تحرص هذه المنتجعات على الابتعاد عن العقاقير الكيميائية، والاقتصار على الاستشفاء بالغطس في مياه تصل درجة حرارتها إلى 45 درجة مئوية.
هل يتم استثمارها؟
تعرض منتجع جباب لأضرار كبيرة خلال سنوات الثورة، وخرج من الاستثمار بعد أن كان مركزاً مهماً للسياحة العلاجية تشبه ينابيع “الحمة” المعدنية الحارة بالأردن، ويقصدها السياح للعلاج من مختلف دول العالم، ولذلك لا بدّ من طرح بئري جباب واليادودة للاستثمار من قبل القطاع الخاص وبناء منتجعات ومراكز علاجية والاستفادة منهما في تشجيع السياحة العلاجية في المنطقة الجنوبية.