الثورة أون لاين – ريم صالح:
كل يوم يجدد أهلنا في الجولان المحتل عمق انتمائهم لوطنهم الأم سورية وتشبثهم بأرضهم وهويتهم ورفضهم محاولات الكيان الصهيوني الباطلة في ضم الجولان ومقاومتهم لقرارات سلطات الاحتلال، الأمر الذي تجلى منذ اليوم الأول لاحتلال الجولان من خلال نضال منظم وموقف وطني موحد في التصدي للاحتلال، حيث استشهد العديد منهم خلال مقاومتهم وتصديهم لقواته المحتلة فيما اعتقل المئات منهم ليظلوا على موقفهم الرافض للخضوع للاحتلال وإجراءاته العنصرية.
و يشكل احتفال أهلنا الصامدين بالجولان المحتل في 14 شباط من كل عام بذكرى الإضراب الوطني الكبير دليلاً قاطعاً على مدى تجذر أبناء الوطن بوطنهم ويمثل استحضاراً لبطولات وتضحيات أهلنا في الجولان التي نستمد منها ومن عزيمة جيشنا البطل ودماء شهدائنا الأبطال وأسرانا الصامدين في سجون الاحتلال الثقة والقدرة على تحرير الجولان والقضاء على الإرهابيين المدعومين من حكومة الكيان الصهيوني وعملائها في مشيخات النفط ودول الغرب الاستعماري.
الإضراب البطولي لأهلنا في الجولان يضاف إلى سجل أبناء سورية النضالي ضد المحتلين والمستعمرين حيث تعددت مشاهد وبطولات أهلنا في الجولان في معركتهم للدفاع عن هويتهم الوطنية الهوية العربية السورية، والذاكرة لن تنسى مشاهد رميهم لهوية الاحتلال تحت أقدامهم بعدما وزعتها سلطات الاحتلال بالقوة ومزقوها ليسجلوا بذلك انتصاراً آخر بإرادتهم الوطنية كما أجبر أهلنا الصامدون هناك شمعون بيريز عندما كان رئيساً لوزراء كيان العدو على الخروج من قرية مجدل شمس البطلة مطروداً خانعاً على وقع المظاهرات العارمة التي عمت أحياء القرية والقرى الجولانية الأخرى، وذلك في الخامس والعشرين من شباط عام 1985، كما سقط العديد من الشهداء وهم يذودون عن أرضهم وعرضهم، وسطر دم الشهيدة غالية فرحات بأحرف من نور محطة نضالية على طريق التحرير، كذلك قام أهلنا في الجولان بإحراق البطاقات الانتخابية الصهيونية على مرأى من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح تعبيراً عن رفضهم الشديد لإجراء تلك الانتخابات في القرى الجولانية، كما رفض الأهالي مؤخراً بشكل قاطع إقامة المشروع الاستيطاني المتمثل بمشروع المراوح الهوائية المؤلف من 52 مروحة هوائية على مساحة تقارب 6 آلاف دونم في عدد من المواقع المحيطة بقرى مجدل شمس وعين قنية وبقعاثا ومسعدة والذي يهدف إلى تهجيرهم من قراهم ومصادرة أراضيهم بالقوة.
قرار الضم المشؤوم جاء استكمالاً لإجراءات وممارسات الاحتلال التعسفية الهادفة لتهجير أهالي الجولان المحتل من أراضيهم وبيوتهم لإقامة المستوطنات عليها، ولكن المقاومة التي أبداها أهلنا في الجولان لذاك القرار أعطت المحتل درساً قاسياً ومؤلماً بأنه مهما تمادى بغيه وغطرسته فإنه لن يفت من عزيمتهم أو يثنيهم عن مواصلة التمسك بأرضهم وهويتهم، فعمد هذا المحتل إلى محاصرة القرى وعزلها، وأمعن بالاعتداء عليهم وشن حملة اعتقالات واسعة طالت الشيوخ والشبان والنساء وقطع المياه والكهرباء ومنع التموين الغذائي عن سكان القرى وفرض حصاراً استمر أربعين يوماً متواصلاً.
وعلى الرغم من تلك الممارسات التعسفية المستمرة حتى يومنا هذا إلا أن عزيمة أهلنا في الجولان السوري المحتل لم تلن في مقاومة المحتل وهمجيته، فهم ومنذ اللحظة الأولى لاحتلال الجولان اتخذوا موقفاً وطنياً موحداً في التصدي له وقدموا قوافل الشهداء، واعتقل منهم المئات لكنهم ما زالوا ثابتين على موقفهم الرافض للخضوع للاحتلال وإجراءاته العنصرية.
واليوم يواصل أهلنا في الجولان المحتل مقاومتهم وتصديهم للاحتلال ومشاريعه وقراراته الهادفة إلى الاستيلاء على أرضهم ومقدراتهم ومحو هويتهم الوطنية، وذلك من خلال تمسكهم بانتمائهم لوطنهم وتأكيدهم المستمر على وقوفهم إلى جانبه في وجه ما يتعرض له من حرب إرهابية تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون وعملاؤها المستعربون ونظام المجرم أردوغان خدمة لكيان الاحتلال ومشاريعه التوسعية والاستيطانية، ويثبت أهلنا بصمودهم الأسطوري أنهم لن يتخلوا عن ذرة من تراب الجولان المحتل، فهو كان وسيبقى جزءاً أساسياً من أرض سورية وسيعود طال الزمن أم قصر.