الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
منذ إعلان إيران أن الأسبوع المقبل سيكون موعداً لإيقاف العمل بالبروتوكول الإضافي المتعلق بالاتفاق النووي ما لم يتم رفع العقوبات عنها، والغرب يتخبط بخطاياه السياسية، ويحاول استجماع ما تبقى من وقت واستثماره لمنع طهران من الإقدام على مثل هذه الخطوة، رغم أنها جاءت بسبب عدم إيفاء الغرب بالتزاماته التي تستوجبها بنود الاتفاق النووي.
فرنسا التي تستقبل غدا الخميس، وزيرا خارجية ألمانيا وبريطانيا، لمناقشة الاتفاق النووي، بمشاركة افتراضية من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أعلنت اليوم الأربعاء على لسان وزارة خارجيتها أن القوى الأوروبية ستجري محادثات مع بلينكن عبر الفيديو بشأن إيران، وبعد أن أعلن بلينكن أمس أن الطريق إلى الدبلوماسية صار مفتوحا الآن مع إيران، لكنه ادعى بأن طهران لا تزال بعيدة عن الامتثال لتعهداتها، متجاهلا أن بلاده هي من انتهكت الاتفاق وانسحبت منه، وفرضت عقوبات قاسية على طهران رغم التزامها الكامل ببنود الاتفاق.
بالتزامن مع ذلك أكدت إيران أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي سيزور طهران السبت القادم، مع اقتراب موعد فرض قيود على أنشطة المفتشين النوويين الدوليين بالجمهورية الإسلامية، فيما كانت “الطاقة الذرية” أعلنت أن طهران أخطرتها بتعليقها إجراءاتها الطوعية بموجب الاتفاق النووي بما فيها البروتوكول الإضافي، اعتبارا من الـ23 من شباط الجاري.
وأعلن مندوب إيران لدى الوكالة كاظم غريب آبادي على حسابه في “تويتر” اليوم الأربعاء أن زيارة غروسي تهدف لإجراء “مشاورات فنية بشأن كيفية مواصلة التعاون في ظل الاتفاقات والتطورات الأخيرة”، موضحاً أن هذه الزيارة تأتي على خلفية خطط طهران لخفض مستوى التعاون مع الوكالة الدولية، مذكّرا بأن قانونا جديدا ينص على وقف تطبيق إجراءات الشفافية الطوعية يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 23 الشهر الحالي.
ومع محاولة الغرب إثارة البلبلة ورفع مستوى الضجيج السياسي تجاه طهران رداً على إجراءاتها الجديدة المتمثلة بضرورة رفع العقوبات، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم عن استعداده لاستقبال غروسي، مشددا على أن طهران لا تنوي تعليق التعاون بالكامل مع الوكالة الدولية ولا تعتزم طرد مفتشيها من البلاد وليست لديها نية لممارسة أي أنشطة نووية سرية.
رد روحاني هذا يأتي بعد يوم من إعلان غروسي نيته زيارة طهران، في محاولة لإيجاد حل سيتيح لمفتشي وكالته بمواصلة تنفيذ مهام التحقق الأساسية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015م.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أكد في خطاب الأسبوع الماضي، أن إيران لن تعود إلى التزاماتها قبل أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات “بشكل كامل، وليس فقط بالكلام أو على الورق”.
وانسحبت واشنطن من الاتفاق النووي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في حين أكد الرئيس الحالي جو بايدن أنه لن يعود إلى الاتفاق إلا إذا امتثلت طهران لبنوده، وهو ما ترفضه إيران وتطالب واشنطن بالعودة أولاً، دون شروط مسبقة ودون تفاوض جديد أو دخول أطراف جديدة على الاتفاق.
الوقت ينفد أمام الغرب فإما أن ينجح في مهمته ويرفع منسوب العقوبات مستثمراً ما تبقى من وقت، أو أن الخطوات والإجراءات الإيرانية سيكون لها رد فعل مختلف، خاصة وأن الاتفاق نفسه يعطيها الحق باتخاذ مثل هذه الإجراءات، نظرا لعدم إيفاء أميركا والدول الأوروبية بتعهداتها.