الثورة أون لاين – عائدة عم علي :
تأكيداً على نهجها الإرهابي العنصري تواصل قوات الاحتلال ممارساتها القمعية بحق الفلسطينيين ، عبر سياسة الاقتحام المتكرر والاعتداء على المدنيين في جرائم ممنهجة والتي تسارعت وتيرتها بعد موجة التطبيع المجاني في تأكيد جديد على أن الكيان الصهيوني لن يتخلى عن سياساته الإجرامية في القتل والاعتقال والتهجير والاستيطان وتدنيس الأماكن المقدسة ، وهذا ما يتضح من خلال استمرار حملة الاعتقالات اليومية لعشرات الفلسطينيين وزجهم في غياهب السجون والتي دأبت قوات الاحتلال على انتهاجها ، إضافة إلى ترحيل وتشريد جماعي للشعب الفلسطيني ، وكل ذلك تم سابقاً ، ويتم اليوم وسط صمت دولي مطبق تجاه هذا الإرهاب الصهيوني الممنهج ، فالمؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي تطبق سياسة المعايير المزدوجة والنفاق السياسي ، و”الفيتو” الأميركي يعطل أي مشروع لإدانة جرائم الاحتلال ، الأمر الذي يشجع الكيان الصهيوني على التمادي بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني .
وفي تصعيد عدواني جديد ، اندلعت فجر اليوم الاثنين ، مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها لمخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ، بحسب ما ذكرته وكالة وفا التي أشارت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين .
على التوازي اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 فلسطينياً بعمليات اقتحام ودهم واسعة في مدن القدس المحتلة وجنين والخليل في الضفة الغربية .
وتكريساً لسياسة الاستيطان شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي ، اليوم الاثنين ، بهدم منزل مؤلف من طابقين في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة ، بعدما فرضت طوقاً عسكرياً محكماً في محيط المنزل ، وبدأت بهدمه وهو يعود لعائلة المقعد حاتم حسين أبو ريالة في المنطقة الشرقية من البلدة ، فيما أجبرت سلطات الاحتلال مواطنين مقدسيين على هدم منشآتهم التجارية الواقعة في المنطقة الصناعية شمال القدس ، تجنباً لدفع تكاليف الهدم الباهظة في حال هدمها الاحتلال .
واستكمالاً لجرائم الاحتلال اقتحمت مجموعات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك ، ونفذوا جولات استفزازية ، وأدوا طقوساً تلمودية في الجهة الشرقية منه تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي ، في خطوة عنصرية تتكرر يومياً .
في الأثناء وجه مئات البرلمانيين الأوروبيين رسالة إلى حكومات بلدانهم يطالبون فيها باتخاذ إجراءات صارمة والضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرسالة التي حملت توقيع 442 نائباً وعضواً في مجالس الشيوخ في عشرين بلداً أوروبياً وتم توجيهها مساء أمس إلى وزارات خارجية دول أوروبية مختلفة تندد بمحاولات كيان الاحتلال قضم المزيد من أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية وإقامة المستوطنات عليها .
وكتب البرلمانيون ومن بينهم النائب البريطاني جيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال والفرنسي جان لوك ميلانشون “من الواضح أن التطورات على الأرض تميل نحو واقع سريع التقدم لضم بحكم الأمر الواقع للضفة الغربية وخصوصاً مع توسيع المستوطنات وهدم المباني الفلسطينية” .
من جانبها جددت وزارة الخارجية الفلسطينية تأكيدها أن استمرار اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم بحماية قوات الاحتلال إرهاب منظم ، مشيرة إلى أن اللامبالاة الدولية تجاه جرائم الاحتلال ترتقي إلى مستوى التواطؤ .
وأوضحت الخارجية في بيان اليوم نقلته وكالة وفا أن مستوطنين اقتحموا أمس عقبة الخالدية وباب العامود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وتل الرميدة في الخليل واعتدوا على منازل وممتلكات الفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال ، لافتة إلى أن الصمت الدولي المريب وتخاذل المؤسسات الأممية وتخليها عن تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال يشجعه على التمادي فيها .
وأشارت الخارجية إلى أن هذه اللامبالاة الدولية ترتقي إلى مستوى التواطؤ مع الاحتلال وجرائمه التي باتت تشكل الواقع اليومي لحياة الفلسطينيين مشددة على أن المحكمة الجنائية الدولية مطالبة بالإسراع في الإعلان عن فتح تحقيق رسمي بجرائم الاحتلال