الثورة – ناصر منذر:
أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، أن الاتحاد الأوروبي كان من أوائل الذين انخرطوا في دعم سوريا بعد تحريرها ورفع العقوبات المفروضة عليها، مشيراً إلى أن الاتحاد يتابع الأحداث في سوريا عن كثب ويدعم حكومتها التي تمثل شعبها.
وخلال مؤتمر صحفي مع المفوضة الأوروبية دوبرافكا شويتزا، عقد في قصر تشرين بدمشق مساء اليوم، أشاد الوزير الشيباني بالدور الحيوي الذي أداه الاتحاد الأوروبي بدعم اللاجئين، حيث فتحت أوروبا أبوابها لمن فر من جرائم النظام البائد.
انفتاح على الحوار والاستثمار
وجدد الوزير الشيباني، التأكيد على أن سوريا مستعدة للانخراط مع المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء، وأنها منفتحة على الحوار والاستثمار. وقال: في سوريا فرص استثمارية كبيرة والصورة التي نوصلها للعالم بأننا شريك اقتصادي ولا نريد الاعتماد على المساعدات.
وأضاف: نريد أن تكون علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي إنسانية واقتصادية ولا تتعلق فقط باللاجئين، وركزنا خلال الأشهر الماضية على رفع العقوبات لإعادة الإعمار وتهيئة الظروف المناسبة لعودتهم.
وأشار الشيباني إلى التحديات التي تواجهها الدولة اليوم، نتيجة تهديدات تحركها أطراف خارجية، لافتا إلى أن هناك مناطق تتعرض لهجمات من فلول النظام البائد وجماعات مســلحة تزهـق الأرواح بوحشـية، وقال: لو حدث ذلك في بلد آخر لتم تصنيفه كهجمات إرهابـية.
وأكد الوزير الشيباني، بأن القوات السورية تقوم بملاحقة هذه العناصر لحماية الشعب السوري، مناشدا الاتحاد الأوروبي وجميع الدول لدعم مساعي سوريا بحماية أمنها واستقرارها.
الاعتداءات الإسرائيلية انتهاك للسيادة
وشدد على أن الاعتداءات الإســرائيلية على الأراضي السورية انتهاك لسيادة سوريا، وتفتح المجال أمام الجماعات التي تهدد أمنها لزعزعــة الاستقرار. داعيا إلى تطبيق اتفاقية عام 1974، مؤكدا أن سوريا أعربت دائماً عن نواياها بأنها لا تسعى للحــرب بل إلى إعادة الإعمار.
وقال: حذرنا منذ بداية التحرير من أن عدم تطبيق اتفاقية عام 1974 سيقود للفوضى ويدعم تمرد جماعات على الدولة وأي قصـف لأراضينا مدان ونحمل المجتمع الدولي مسؤوليات وقفه.
وأكد الشيباني على أن أي فوضى في سوريا ستؤدي إلى فوضى بالمنطقة، وهذا لا يخدم مصالح أي طرف، فسوريا اليوم تشكل جزءاً أساسياً من الأمن الإقليمي.
شويتزا: مرحلة جديدة
من جانبها، جددت شويتزا التأكيد على مواصلة الدعم الأوروبي لسوريا، مشيرة إلى هناك عملية انتقالية تحت قيادة سورية جديدة نأمل أن تكون مفيدة للشعب السوري، معتبرة أن هذه لحظة مفصلية في تاريخ الشعب السوري، فبعد 14 عاماً من الألم تبدأ مرحلة جديدة، منوهة بأن سوريا التي تشمل جميع أبنائها هي سوريا القوية.
وقالت المفوضة الأوروبية: أنا هنا لنقل رسالة واضحة بأننا كما دعمنا الشعب السوري في الأعوام الـ14 الماضية نتابع دعمه اليوم في سوريا الجديدة. وقد رفعنا العقوبات لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار والنهوض مجدداً لأن التعافي الاقتصادي أساس الاستقرار. مضيفة: ألهمتني روح السوريين الصامدين المتمتعين بالقوة والمرونة رغم الظروف ولذلك سنقيم فعالية باسم يوم الحوار ستكون في الخريف المقبل.
سوريا دولة ذات سيادة
وشددت شويتزا على أن سوريا دولة ذات سيادة، وقالت: نريد لعملية إعادة الإعمار أن تكون بقيادة سورية خالصة، وقد رصدنا مبلغ 175 مليون يورو لدعمها. مشيرة إلى أن العمل خلال الأشهر الستة الماضية كان مكثفاً وحقق نتائج حقيقية، لكن إعادة الإعمار تأخذ وقتاً ونأمل بأن تكون هناك فرصة من أجل تحقيق الازدهار.
وأضافت: لا شك أن المساعدات المالية كان يمكن أن تتم عبر البنوك لكنني اخترت أن أقف بينكم وأعبر عن موقف الاتحاد الأوروبي بالالتزام بدعم الشعب السوري، و نحن بصدد تعاون تقني مع سوريا وعقد اتفاقات بينية في الرقمنة والموارد البشرية والطاقة والتكنولوجيا وسأعمل على جذب الاستثمارات الأوروبية إلى سوريا.
وأضافت: بالنسبة لملف اللاجئين أؤكد أن الاتحاد الأوروبي يدعم العودة الطوعية والآمنة لهم للمساهمة في إعادة بناء بلدهم.
وجددت شويتزا التأكيد على أن الموقف الأوروبي تجاه هجمات إسرائيل على الأراضي السورية واضح، وإنه ضد أي خروقات للقانون الدولي.
وكانت مفوضة الاتحاد الأوروبي دوبرافكا شويتزا، قد وصلت اليوم الأربعاء إلى العاصمة دمشق، للبحث مع المسؤولين السوريين في مسار تعزيز العلاقات السورية- الأوروبية، وتفعيل التعاون الثنائي، لاسيما بعد رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا.
يشار إلى أن المجلس الأوروبي، كان قد أعلن في الثامن والعشرين من أيار الماضي، أنه اعتمد إجراءات قانونية ترفع القيود الاقتصادية المفروضة على سوريا باستثناء تلك المبنية على دواع أمنية.