الثورة – فؤاد الوادي:
واصل الاحتلال الاسرائيلي مجازره الدموية في قطاع غزة المحاصر، وسط استمرار لسياسة التجويع والإبادة التي ينتهجها ضد الفلسطينيين منذ نحو 21 شهراً، وهذا ما يدحض مزاعمه حول هدنة إنسانية أو السماح بإدخال مساعدات إنسانية تستخدم كأفخاخ لقتل طالبي المساعدات والطعام.
وذكرت وكالة “وفا الفلسطينية” أن 20 فلسطينياً استشهدوا شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، خلال الساعات القليلة الماضية، جراء استهداف منازل مأهولة، في ظل اتساع مظاهر تفشي المجاعة في غزة رغم المزاعم الاسرائيلية بسماحها بإدخال مساعدات إنسانية، عبر ما ادعت أنه “تعليق تكتيكي للعمليات العسكرية”، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة إلى 147 بينهم 88 طفلاً، بعد 14 حالة وفاة خلال 24 ساعة.
ونقلت وفا عن مصادر طبية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 60,034، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 145,870، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
في غضون ذلك، طالبت العديد من الدول العربية والأجنبية بوقف العداون الاسرائيلي على غزة.
جاء ذلك خلال مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين الذي انعقد أمس في نيويورك.
وأكد المشاركون في المؤتمر الذي ترأسه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان نويل بارو أن تحقيق السلام في المنطقة لن يكون ممكناً إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف ممارسات الاحتلال من قتل وتجويع وتهجير ممنهج بحق الشعب الفلسطيني.
وقال وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان إن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة يبدأ بإنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره استنكر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستهداف المدنيين والأطفال والنساء، مؤكداً أنها تعرض أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها للخطر.
من جانبه أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تجويع أهالي قطاع غزة والتدمير الشامل له، وتفتيت الأرض الفلسطينية المحتلة لا يحتمل ويجب أن يتوقف، مشدداً على أن الإجراءات الأحادية التي من شأنها أن تقوض حل الدولتين غير مقبولة ويجب أن تتوقف.
من جانبه حذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ من أن الفظائع في غزة ودورة العنف اللانهائية تبين بجلاء أنه لا يمكن الاستمرار على هذا النحو، داعياً إلى ضرورة أن يدفع المؤتمر باتجاه استعادة الأمل والثقة بدور الأمم المتحدة وتطبيق حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
بدوره أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن إسرائيل استخدمت التجويع أسلوباً في الحرب على غزة، متسائلاً “أي مستقبل يمكن أي يُبنى فوق جثث طوابير الجوعى، وأي سلام يمكن أن يولد في ظل هذا الكم من التجويع والإذلال والقتل”.
من جهته أشار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي إلى أن الاحتلال جعل من غزة مقبرة لأهلها، حيث يقتل الفلسطينيون ويُجوعون أمام أعين العالم، داعياً إلى وقف فوري للحرب على غزة وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان القطاع المحاصر.
فيما دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وأن تكون الخطوة الأولى هي الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وضمان حماية الفلسطينيين.
كما طالب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بالعمل على تنفيذ عدد من الإجراءات تتمثل في إنهاء العدوان الإسرائيلي السافر على غزة، والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.