الثورة-منهل إبراهيم:
تواصل إسرائيل الخسارة في المضمار الدبلوماسي العالمي، بعد فشلها الأخلاقي والإنساني في عدوانها على قطاع غزة وفرضها واقعاً صعباً على السكان المدنيين، وصفه الإعلام الغربي بقوله إن الأوضاع الراهنة في غزة، ربما لا مثيل لها في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا السياق جاء على متن صحيفة الإندبندنت البريطانية افتتاحية حملت عنوان: “أخيراً، ترامب يختلف مع الحكومة الإسرائيلية”.
وقالت الإندبندنت: إنّ الضغوط المكثفة من قِبل المجتمع الدولي يمكن أن تُثمر عن دخول المساعدات إلى قطاع غزة، لكنّ تدخلاً من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب كفيلٌ بتمهيد الطريق للوصول إلى حلّ دائم واعتراف عالمي بدولة فلسطينية.
واعتبرت الصحيفة البريطانية إعطاءَ ترامب الضوء الأخضر للحكومة البريطانية لكي تعترف بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة أحد أكثر مفاجآت الرئيس الأميركي أهمية.
ورأت الإندبندنت أنّ إقدام قوى غربية على اتخاذ مثل هذه الخطوة الخاصة بالاعتراف بدولة فلسطينية، كان يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، أو على الأقل بنتائج غير بنّاءة، دون موافقة أميركية فعّالة.
وأكدّت الصحيفة أن إسرائيل تواصل خسارة أرضية على الصعيد الدبلوماسي العالمي، لا سيما خلال الأسابيع الأخيرة، ولكنْ بعد اعتراض ترامب – الحليف لإسرائيل – على مزاعم رئيس الوزراء نتنياهو التي ينفي فيها “تبَنّي سياسة تجويع في غزة”، يمكن القول إنه لم يعد في إمكان نتنياهو أن يعوّل على التعاطف الدولي على حد وصفها.
ونوهت الإندبندنت إلى أن ترامب طالما اتصف بقدرة لا يجاريه فيها أحد على مجابهة الحقائق مهما كانت ساطعة ببيانات مثيرة للجدل، حتى بخصوص قطاع غزة.
لكنّه في هذه المرة، رفض بوضوح بيان نتنياهو الخاص بتجويع غزة، قائلاً: نحن إزاء تجويع حقيقي، يجب أن يحصلوا على غذاء وأمان حالاً. وهذا يعتبر خلافاً هاماً مع الحكومة الإسرائيلية”، وفق الإندبندنت.
ورأت الصحيفة البريطانية أن الأوضاع الراهنة في غزة، ربما لا مثيل لها في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن ذلك لم يعد بالوضع الخافي على أحد بفضل وسائل الإعلام.
وقالت الإندبندنت: إن على حلفاء أميركا الآن أن يواصلوا الدفع صوب هذا الاتجاه الذي يشهد تحولاً في وجهة النظر الأميركية بشأن حكومة نتنياهو، وألّا يدخروا جهداً في دفع ترامب إلى تكثيف ضغوطه على نتنياهو – الذي لا يزال يراه كصديق ويناديه باسم “بيبي”.
ونوّهت الصحيفة إلى أنه في بريطانيا، مثلما في العديد من الأمم الغربية، يشهد الاعتراف بدولة فلسطينية دعماً متزايداً، على نحو لا يقاوم.
وفي هذا الصدد قالت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي: إن إسرائيل غير قادرة على وقف سيل الاعترافات بالدولة الفلسطينية.
“ومع ذلك، فإن الهدف الأساسي لهذه الجهود الدبلوماسية العالمية يجب أن يتمثل في الوقت الراهن في التركيز على وصول المساعدات الإنسانية فوراً، وفي التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار لمدة طويلة، والشروع في عملية سلام” وفقاً للإندبندنت.
وفي وقت سابق قال ترامب إن أطفال غزة سيحصلون على الغذاء، مشيراً إلى أن الوضع في غزة سيئ للغاية والأطفال جائعون وينبغي أن يحصلوا على الغذاء والسلام.