الثورة – حسن العجيلي:
أطلقت محافظة حلب مبادرة تحت عنوان “عائدون”، تهدف إلى إعادة الحياة إلى القرى التي طالتها آثار الحرب، وتسهيل عودة الأهالي إليها بكرامة وأمان، وخصوصاً أولئك الذين يعيشون في المخيمات.
المبادرة التي انطلقت من قرية ماير، تأتي في إطار خطة شاملة لتحسين الأوضاع في القرى المتضررة، إذ أعلن محافظ حلب، عزام الغريب، في منشور له عبر صفحته على موقع “إنستغرام” عن تفاصيل المبادرة وأهدافها، موضحاً أن المبادرة تشمل تأهيل البنى التحتية الأساسية في القرى المتضررة، بما في ذلك ترميم المساجد، تجهيز المدارس، حفر وتجهيز آبار المياه، وإصلاح مجاري الصرف الصحي، بالإضافة إلى الاحتياجات الضرورية الأخرى كافة لضمان عودة الأهالي بشكل آمن.
وأكد الغريب أن هذه الخطوة تمثل البداية الفعلية لخطة شاملة لإعادة الإعمار في المحافظة، حيث تعمل الوزارات والهيئات المعنية على وضع الخطط اللازمة لإعادة بناء المناطق المدمرة بشكل تدريجي، مبيّناً أن قرية ماير، التي تعرضت لدمار كبير بنسبة تفوق 95 بالمئة، ستكون نقطة انطلاق لمجموعة من المبادرات التي تشمل قرى أخرى ستشهد الترميمات والتطويرات ذاتها.
وفي حديثه عن دور الأهالي في هذا المشروع، دعا الغريب جميع المواطنين ليكونوا جزءاً من هذا “الحق المقدس”، مؤكداً أن حق العودة يجب أن يكون محط اهتمام الجميع، وأن إعادة الأمل للمواطنين تعتبر واجباً لا يمكن تأجيله، مضيفاً: إن المحافظة وجهت البلديات في المناطق المتضررة لرفع قوائم بالاحتياجات العاجلة، وسيتم تحديد أولويات العمل بناءً على هذه القوائم، مع توزيع الإمكانات المتاحة بعدل وإنصاف.
وأشار الغريب إلى أن المبادرة تمثل بداية مرحلة جديدة للمواطنين في هذه القرى، حيث “ستشهد قرية ماير ومناطق أخرى ميلاداً جديداً بفضل جهود الشرفاء، وإرادة لا تعرف الانكسار، لافتاً إلى أن المبادرة هي بداية لخطط أكبر تهدف إلى تمهيد الطريق أمام الأهالي للعودة إلى منازلهم وعيش حياة كريمة.
مبادرة “عائدون” تجسد الإرادة الوطنية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتمثل تجسيداً عملياً لآمال المواطنين في العودة إلى ديارهم، مع توفير كافة الاحتياجات الضرورية لضمان حياة مستقرة وآمنة. وفي هذا السياق، تتسارع الجهود الحكومية والمجتمعية للعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، ما يعكس التزام محافظة حلب بالعمل على تحقيق تنمية مستدامة وتحقيق الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين في جميع المناطق المتضررة.