الثورة- منذر عيد:
بين ما يقوله متزعمو المجموعات الخارجة عن القانون في السويداء في الجلسات العامة إن قبلتهم دمشق وإنهم جزء من سوريا، وبين ما يخططون له ويمارسونه على أرض الواقع، تتكشف حقائق ما يسعون إليه من وراء قولهم كلمة حق يراد بها باطل، والترويج بأن الحكومة تحاصر المحافظة، وتمنع عنها الغذاء والدواء والوقود، للوصول إلى ما يبيتون من نوايا انفصاليه برعاية إسرائيلية، والحفاظ على تجارتهم “الكبتاغون”، لإدراكهم أن وجود الدولة بمؤسساتها الأمنية والقضائية هو حجر عثرة في طريق تلك التجارة.
من نافلة القول إن حماية السوريين بكافة مكوناتهم وانتماءاتهم، هي مسؤولية الدولة التي تتحمل مسؤوليتها أيضا تجاه أي انتهاكات وأخطاء، وليس مسؤولية من يبحث واهماً عن سلطة عبر دعم العدو الإسرائيلي، أما من يبحث عن سلطة موهومة بدعم من عدو خارجي، فلن يجني سوى العزلة، وسيبقى خارج السياق الوطني، لأن الشعب السوري قال كلمته: لا للكانتونات، لا للتقسيم، نعم لسوريا الموحدة تحت راية الدولة.
مسؤولية الدولة كانت جلية منذ اللحظات الأولى للأحداث التي افتعلتها المجموعات الخارجة عن القانون، للاستئثار بقرارات المحافظة وسلخها من جلدتها الوطنية، حيث عملت الدولة على إرسال قوى الجيش والأمن لبسط الأمن والأمان منذ اليوم الأول، لتواجه بقوة ورفض كبيرين من تلك المجموعات، لتفضي نتائج الأمور إلى تهجير سكان البدو من قرى عدة ومن داخل المدينة، وسقوط مئات الضحايا والجرحى.
مزاعم حصار المدينة من قبل الدولة، سقطت أمام الكثير من المشاهد والتقارير الإعلامية التي وثقت حتى الأمس دخول 4 قافلات إغاثية إلى المحافظة، لمد الأهالي بالمواد الأساسية الغذائية والطبية وغيرها من المستلزمات الضرورية، الأمر الذي أكده اليوم المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا بقوله: الحكومة السورية فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات للمدنيين داخل المحافظة بالتعاون مع المنظمات، فتحنا ممرات لتسهيل الخروج المؤقت لمن شاء منهم خارج مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون”.
من طلب الشيخ حكمت الهجري فتح ممر مع الأردن، إلى حملات التضليل بشأن فرض الحكومة حصار على السويداء، تتضح ملامح صورة ما ترسمه المجموعات الخارجة عن القانون، لجهة الاستثمار في مزاعم الحصار لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية وخارجها لإنعاش تجارة السـلاح والكبـتاغون، لإدراكهم جيداً أن عودة المؤسسات الشرعية لعملها في فرض سيادة القانون داخل المحافظة يهدد بقاء العصـابات الخارجة عن القانون فيها ويؤثر على تمويلها غير الشرعي، كما أكد البابا.
مهما حاول البعض المرتهن لمشاريع الخارج، والساعي لتقسيم سوريا من بث الأكاذيب، وسوق الفبركات، ونكران الحقيقة، فإن شمس الأخيرة أقوى من جميع محاولات التضليل، وما تنشره عشرات القنوات ووسائل الإعلام المحلية والعربية لقوافل المساعدات وهي في طريقها إلى السويداء، يفضح زيف ما يدعيه قادة الانفصال في السويداء.