الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله :
مرارة الهزيمة وخسارة انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020 م مازالت تؤرق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وتعصف بأبوابه ، فهو لا يريد أن يستسلم أو يقر بتخلي الأميركيين عنه أو المجمع الانتخابي ، بل يريد البقاء في الواجهة السياسية الأميركية عبر إثارة المزيد من الصراع والجدل مع خصومه الديمقراطيين ، وهو ما يتضح من خلال تصريحات هجومية لاهبة يدلي بها ، في تحدٍ يشير إلى أن معركته مع خصومه “الديمقراطيين” مستمرة ، وأنه لن يخلي الساحة لهم رغم عنصر المفاجأة الصادمة التي منيت بها توقعاته وحساباته .
ففي أول خطاب له منذ خروجه من البيت الأبيض في 20 كانون الثاني الماضي بدت تطلعات ترامب أكثر تحدياً بعد أن ظهر أمس الأحد على الساحة السياسيّة ، مبدياً تصميمه على استعادة السيطرة على الحزب الجمهوري ، وإمكانية الفوز في انتخابات 2024م .
جاء ذلك في إطار “مؤتمر العمل السياسي المحافظ” ، الملتقى السنوي للمحافظين الأميركيّين الذي افتُتح الجمعة الماضية في أورلاندو ، حيث قال : “نحن نخوض صراعاً من أجل بقاء الولايات المتحدة كما نعرفها .. هذا صراع رهيب ومريع ومؤلم .. لكن في النهاية ، نحن نفوز دائماً” .
وحول إنشائه حزباً جديداً قال : “لن أطلق حزباً جديداً .. لدينا الحزب الجمهوري .. سوف يتّحد ويكون أقوى من أيّ وقت مضى” ، مطالباً بالتخلص ممن اعتبر أنهم خانوه من الحزب .
ولمح إلى أنه قد يترشح للانتخابات الرئاسية للعام 2024م ، متوجهاً إلى حضور من المناصرين له بالقول : “بمساعدتكم سنستعيد مجلس النوّاب ، وسنفوز بمجلس الشيوخ ، وبعد ذلك سيعود رئيس جمهوري منتصراً إلى البيت الأبيض ، وأتساءل من سيكون ؟.. من يدري ؟ ربما أقرّر أن أهزم الديمقراطيين للمرّة الثالثة” .
كما استغل خطابه هذا لمزيد من الهجمات على خلفه جو بايدن ، حيث شن ترامب هجوماً على المهاجرين ، منتقداً سياسات بايدن في مجال تغيّر المناخ والطاقة ونزاهة الانتخابات ، وقال : إنّ الديمقراطي أنهى للتوّ “الشهر الأوّل الأكثر كارثيّة” لأيّ رئيس جديد في السلطة ، واصفاً في خطابه الولايات المتحدة بأنّها أرض مقسّمة ، ووضع الأميركيين فيها على المحكّ” .
ومنذ الهجوم العنيف الذي شنّه أنصار لترامب على مبنى الكونغرس في واشنطن في 6 كانون الثاني الماضي يوم المصادقة على فوز بايدن ، يعاني الحزب الجمهوري انقسامات كبرى .
يضاف إلى ذلك خسارة الجمهوريّين السيطرة على مجلسَي الكونغرس وعلى البيت الأبيض ، كذلك ، يحمل ترامب وصمة آليّتَي عزل بحقه ، اتّهِم في إطار الثانية بالتحريض على الفتنة على خلفيّة اقتحام الكونغرس .
ووفقاً لاستطلاع نشر قبل خطابه مباشرة ، أراد ما يقرب من 70 % من المشاركين أن يترشح للرئاسة مرة ثالثة .. وعن مستقبل الحزب الجمهوري ، صوّت 95 % منهم لصالح استمراره في برنامجه الشعبوي .
لكن 55 % منهم فقط اعتبروا أن ترامب يجب أن يكون مرشح الحزب الجمهوري العام 2024م .
وحول نكسته هذه قال الخبير الاستراتيجي الجمهوري كارل روف إنه كان يتوقع نتيجة أقوى لترامب ، خصوصاً في تجمع داعم للغاية للرئيس السابق ، معتبراً أنها ملاحظة تحذيرية”