الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين… ماذا عن عقوباتها الظالمة؟

الثورة – ناصر منذر:

الأمم المتحدة تؤكد أن سوريا بحاجة اليوم إلى تضامن عالمي، أكثر من أي وقت مضى، بهدف مساعدتها على التعافي من آثار المرحلة السابقة، بينما جددت الولايات المتحدة اعترافها بمعاناة الشعب السوري الذي عانى لعقود من نظام الأسد الاستبدادي، وفق تأكيد الخارجية الأميركية. وهنا يقفز إلى الذهن سؤال مشروع حول الدور الأميركي الذي يزيد من معاناة السوريين، وأيضاً لماذا لا تبادر الولايات المتحدة للاستجابة للدعوة الأممية في العمل على مساعدة سوريا في هذه المرحلة، علماً أنها تملك المفتاح الرئيسي لرفع المعاناة عن كاهل السوريين، والمتمثل برفع العقوبات غير المبررة، أو بالحد الأدنى تخفيفها بالقدر الذي يسمح للدول الأخرى، مد يد العون والمساهمة في تعافي سوريا.ومن بوابة الإشادة بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس اعتراف بلادها بمعاناة السوريين، وقالت في تعليق نشرته السفارة الأمريكية في دمشق على موقعها في منصة إكس: “نقر بمعاناة الشعب السوري الذي عانى لعقود من نظام الأسد الاستبدادي.وأضافت: نأمل أن يمثل تشكيل الحكومة الانتقالية خطوة إيجابيّة نحو سوريا شاملة وتمثيلية.وهذه هي المرة الثانية التي تقر فيها بروس بمعاناة الشعب السوري، ولكن من دون أن تخوض في الأسباب الحقيقية التي تزيد من تلك المعاناة، مع إدراكها بأن العقوبات الجائرة التي تفرضها بلادها، تشكل السبب الرئيسي في ذلك، وعندما سئلت في بداية الشهر الحالي حول إمكانية تخفيف العقوبات على إثر تشكيل الحكومة السورية، ردت بالقول: “لم يتغير وضع العقوبات، ولا توجد حالياً خطط لتغييره”. لكنها استدركت بالقول، بأن بلادها تقيم الوضع لتحديد السياسة المستقبلية تجاه دمشق. ما يعني أن تخفيف العقوبات مرهون بتنفيذ دمشق جملة شروط، كانت قد طلبتها الإدارة الأميركية من قبل، من بينها “قمع الإرهاب، واستبعاد المقاتلين الأجانب من أي أدوار رسمية، ومنع إيران ووكلائها من استغلال الأراضي السورية، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات ذات معنى لتدمير الأسلحة الكيميائية التي كان يملكها نظام الأسد، والمساعدة في استعادة المواطنين الأميركيين وغيرهم من المواطنين الذين اختفوا في سوريا، وضمان أمن وحريات الأقليات الدينية والعرقية في سوريا”.ومع الإدراك، بأن سوريا تعمل كل ما بوسعها للقضاء على الإرهاب، إلى جانب الحفاظ على الأقليات وحرياتهم، وقد تمكنت إلى حد كبير من كف يد إيران وميليشياتها على الأراضي السورية، وأيضاً مدت يدها نحو التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فإن الشروط الأميركية غير مبررة في المطلق، ولاسيما وأن سبب فرض تلك العقوبات قد انتهى بزوال النظام المخلوع.ولطالما ادعت أميركا أن الهدف من وراء عقوباتها الظالمة هو مصلحة المواطن السوري، فهل استمرار تلك العقوبات ، تخدم تلك المصلحة؟، أليس المتضرر الأول والأخير منها، ومهما كان شكلها ونوعها هو المواطن، كما أن “قيصر” ألا يمثل خرقاً لكل القوانين الإنسانية باعتباره يزيد من معاناة الشعب السوري، إذاً فالهدف ليس مصلحة المواطن، وإنما سلسلة ضغوط بهدف الابتزاز السياسي.وبينما تواصل الولايات المتحدة فرض عقوباتها، أكدت نائبة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي أن السوريين بحاجة إلى التضامن العالمي معهم أكثر من أي وقت مضى، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لمساعدتهم في التعافي من آثار المرحلة السابقة.وقالت رشدي في منشور على منصة “إكس” رداً على إعلان تعليق المساعدات الغذائية الأميركية لسوريا: إن هذا الموضوع يهدد بتداعيات مدمرة، مشددة على أن حياة السوريين على المحك.وحذرت رشدي من أن تعليق هذه المساعدات سيؤدي إلى تعميق المعاناة وتأجيج عدم الاستقرار، وأضافت: يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف الآن، وخصوصاً أن ما يقارب المليون ونصف المليون إنسان في مخيمات الشمال السوري ما زالوا يتعافون من أكثر من عقد من الصراع وعدم الاستقرار المستمر، ويواجهون الآن خطر فقدان المساعدات الغذائية الأساسية.إذاً، فمسألة رفع العقوبات بشكل كامل عن الشعب السوري، أو الانخراط بشكل حقيقي وجاد في جهود دولية صادقة، لإقناع أميركا والدول المعنية بالعقوبات على سوريا، تعد المقياس الحقيقي لمصداقية الدول التي تعلن تضامنها مع الشعب السوري، إذ تشكل تلك العقوبات، العقبة الأساسية أمام تعافي سوريا بشكل كامل، وعلى مختلف الصعد، السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد