مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ”الثورة”: تتواجد في مناطق كثيرة والأطفال أكثر ضحاياها
الثورة- لجين الكنج:
لا يزال خطر الألغام من مخلفات النظام البائد يهدد بحصد المزيد من أرواح المدنيين، لاسيما المهجرين العائدين إلى بيوتهم وقراهم، وسبق لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن حذرت أمس من أن التلوث الواسع النطاق بالألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب يشكل عائقا رئيسيا أمام العودة الآمنة للنازحين وجهود إعادة الإعمار في سوريا.
“الثورة” تواصلت مع بعض المتضررين من تلك الألغام، وتحدثوا عن مدى المخاطر التي يواجهها المدنيون، مشيرين إلى أن الكثير من الأشخاص بينهم أطفال، كانوا ضحايا لتلك المخلفات المنتشرة في أماكن متعددة في مناطقهم.
هيثم الحسين، وهو أحد المتضررين من الألغام الفردية تحدث عن تجربته مع الألغام فقال: في البداية خدمت في كلية الهندسة للألغام، قبل إنشقاقي في بداية الثورة، وفي محافظة إدلب بالذات نعاني من موضوع الألغام الفردية المتواجدة تحت الصخور والحشائش، وتحت التراب، وعلى أطراف الطرقات، وفي الأراضي الزراعية وغيرها، حيث الألغام الفردية تزهق أرواح عشرات الضحايا بشكل يومي.
وأشار إلى أن الألغام مزروعة على طول كافة الطرق الزراعية، والجرارات أكثر عرضة لها، موضحا أنه منذ يومين انفجر لغم بأحد الجرارات الزراعية في منطقة ريف سنجار استشهد صاحبه ودمرت آليته .
وأوضح أنه في قرية طليحية، توفي 12 شخصا منذ بداية التحرير وحتى اليوم، وذلك في مناطق خطوط الرباط التي تعاني من مخلفات الألغام بشكل كبير ولاسيما الفردية منها، حيث أي شخص يقوم بالضغط عليها تنفجر فورا، وهناك حالات بتر شديدة، وضحايا بشكل يومي إضافة إلى كثير من الأذى الذي يلحق بالأطفال.
وقال: هذا موضوع يتم معاينته بشكل كبير، كثير من الألغام المدفونة منذ أيام النظام البائد، وهذا الأمر بحاجة إلى دراسة من قبل المعنيين بشكل كبير حتى يتم ضبطه وتطهير المنطقة من الألغام.
من جانبه قال مهدي الناصر، وهو مقيم في حلب، بأنه لا يوجد له تجربة شخصية مباشرة مع مخلفات الحرب أو الألغام، ولكننا مثل جميع السوريين، نسمع ونرى قصصا كثيرة مؤلمة ، لأن الألغام ومخلفات الحرب لا تفرق بين كبير وصغير، وهي دوما تشكل خطرا محدقا بحياتنا اليومية، لاسيما في المناطق التي شهدت معارك قتالية.
وأضاف: هناك عائلات فقدت أولادها، أو تعرضت لإصابات مأساوية بسببها. وهذه من أبشع نتائج سياسات الأسد وحربه على الشعب السوري، وللأسف تأثيرها مستمر لليوم.