الثورة – ناصر منذر
على وقع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، يتضاعف عدد الشهداء الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما تصف منظمات أممية، الوضع بأنه جحيم على الأرض، وتشير إلى أن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة في القطاع يعانون من سوء التغذية، محذرة في الوقت نفسه من تداعيات اقتراب غزة من الجوع الشديد للغاية، حيث شارفت الإمدادات الأساسية في القطاع على النفاد، جراء إغلاق الاحتلال المتواصل للمعابر منذ 2 آذار/ مارس الماضي.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت اليوم، ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 50933، والإصابات إلى 116450 منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، موضحة أن من بين الحصيلة 1563 شهيدا، و4004 مصابين منذ 18 آذار/ مارس.
وقالت في بيان نقلته وكالة وفا، إن 21 شهيدا، و64 إصابة وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. مشيرة إلى أن عددا من الشهداء مازالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.
وذكرت الوكالة، أن عددا من الفلسطينيين استشهدوا اليوم، وأصيب آخرون، إثر استهداف طائرات الاحتلال مناطق في مدينة غزة ودير البلح. مشيرة إلى أن شخصا استشهد وأصيب آخر باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين الفلسطينيين قرب مقر شركة توزيع الكهرباء في منطقة الثلاثيني بمدينة غزة.
كما استشهد شخص ثان وأصيب عدد آخر باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين الفلسطينيين بمنطقة البصّة في دير البلح وسط قطاع غزة. فيما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية من بيت حانون شمال قطاع غزة. ونسف جيش الاحتلال، مباني سكنية في منطقة المواصي غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وبينما تتواصل حرب الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة، وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيجر، الوضع الإنساني في القطاع “جحيم على الأرض”، محذرة من أن الإمدادات في المستشفى الميداني التابع للجنة ستنفد خلال أسبوعين.
ونقلت وكالة رويترز عن سبولياريتش قولها من مقر اللجنة في جنيف: نجد الآن أنفسنا في موقف يتوجب علي أن أصفه بأنه جحيم على الأرض، لا يمكن للسكان الحصول على الماء ولا الكهرباء ولا الغذاء في الكثير من المناطق.
وأضافت أن الإمدادات قلت بدرجة خطرة، مشيرة إلى أنه لستة أسابيع لم يدخل أي شيء، لذلك خلال أسبوعين ستنفد الإمدادات التي تحتاجها المنظمة لإبقاء عمل المستشفى.
كما أبدت رئيسة الصليب الأحمر قلقها بشأن سلامة العمليات الإنسانية. وقالت: تحرك السكان أمر بالغ الخطورة لكن الأمر خطر بشكل خاص بالنسبة لعملنا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن إمدادات المضادات الحيوية وأكياس الدم تنفد بسرعة. وقال ريتشارد بيبيركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة للصحفيين في جنيف عبر وصلة فيديو من القدس إن 22 مستشفى من أصل 36 في القطاع تعمل بالحد الأدنى.
وفي السياق ذاته، قالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية.
وأضافت كاغ، في حديث لوكالة الأناضول على هامش مشاركتها في النسخة الرابعة من “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” المنعقد جنوبي تركيا، أن المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى غزة خلال فترة اتفاق وقف إطلاق النار وصلت إلى مستحقيها دون مشاكل، إلا أن تدفق المساعدات كان مستمرا ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار، لكن منذ النصف الثاني من شهر مارس/آذار لم يُسمح بدخول المساعدات.
وأشارت كاغ إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون نقصا في المعدات اللازمة لتنفيذ عملياتهم، كما أن الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات قد نفد، وهو ما أدى إلى تعطل توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضافت: نعلم أن أكثر من 60 ألف طفل في غزة دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، كل رقم في هذه الإحصاءات يمثل إنسانا وحياة، وكفاحا من أجل البقاء.
وشدّدت كاغ على أن القانون الدولي يُلزم إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة ضرورة إيصال هذه المساعدات بشكل عاجل، وقالت إن الهجمات الإسرائيلية على غزة لا تطال المدنيين فقط، بل تُعدّ مرعبة أيضًا للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وغالبيتهم من المدنيين الفلسطينيين.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أعلنت من جانبها عن اقتراب غزة من “الجوع الشديد للغاية”، فيما شارفت الإمدادات الأساسية في القطاع على النفاد، جراء الإغلاق الإسرائيلي المتواصل للمعابر منذ 2 آذار/ مارس الماضي.
وقالت مديرة الإعلام والتواصل في الأونروا جولييت توما، في بيان: “مع استمرار حصار السلطات الإسرائيلية على غزة لأكثر من 6 أسابيع، كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد”.
وأوضحت توما، أن نفاد الإمدادات الأساسية يترافق مع ارتفاع كبير في أسعار البضائع المتوفر بغزة خلال الشهر الماضي، منذ أن فرضت إسرائيل حصارها على القطاع، هذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين.
وأكدت توما، أن قطاع غزة بدون هذه الإمدادات الأساسية، يقترب كل يوم من الجوع الشديد للغاية، مطالبة بضرورة الاستئناف الفوري لوقف إطلاق النار بغزة، ورفع الحصار والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية والتجارية بدون عوائق.
وفي 2 آذار/ مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق للأوضاع الإنسانية.