الثورة – ناصر منذر:
انتهت اليوم الجولة الأولى من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن رفع العقوبات والملف النووي الإيراني، والتي عقدت في العاصمة العمانية مسقط، حيث بدأت هذه الجولة بغرف منفصلة، وانتهت بلقاء مقتضب وسريع بين رئيسي الوفدين، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بحضور وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.
وزارة الخارجية الإيرانية التي أعلنت انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين، أكدت أن المفاوضات جرت في أجواء بنّاءة، قائمة على الاحترام المتبادل، واتفق الطرفان على استمرار هذه المفاوضات خلال الأسبوع المقبل. وفق ما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية.
وأشارت الخارجية الإيرانية، إلى أنه خلال هذه المفاوضات، التي جرت بوساطة سلطنة عمان، تبادل كل من عراقجي، وويتكوف، وجهات نظر ومواقف حكومتيهما بشأن البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات غير القانونية المفروضة على إيران، وذلك عبر وزير خارجية سلطنة عمان.
ولفتت وكالة تسنيم، إلى أنه عقب أكثر من ساعتين ونصف من المفاوضات غير المباشرة، أجرى رئيسا الوفدين الإيراني والأمريكي حديثاً مقتضباً بحضور وزير الخارجية العماني قبيل مغادرتهم مقر اللقاء.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد أكد في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني من مسقط، أن الاجتماع الأول استمر ساعة وانتهى، لافتا إلى أنه لا يتوقع محادثات طويلة مع أميركا، مشيرا إلى أن بلاده ستمنح الدبلوماسية فرصة حقيقية، وأكد أن هدف هذه المحادثات واضح، ألا وهو حماية مصالح البلاد. واعتبر في الوقت ذاته أن هذه الجولة من المباحثات غير المباشرة مبدئية، لكنها مهمة وحاسمة.
وأوضح بقائي أن الاجتماع الأول بين عراقجي وويتكوف عقد في غرف منفصلة بوساطة وزير الخارجية العماني، بعدما قدمت بلاده رؤيتها إلى الجانب العماني لنقله إلى الوفد الأميركي.
وبينما نقلت وكالة رويترز، عن مصدر عماني قوله، بأن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة تركز على تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل السجناء والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني، ذكر موقع أكسيوس الأميركي نقلا عن مصدر أميركي، بأنه في حال استمرت الأجواء الإيجابية فقد يعقد لقاء مباشر بين عراقجي وويتكوف اليوم أو غدا.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلا عن مصادر عُمانية قولها إن احتمال التوصل إلى اتفاق بين الجانبين مرتفع جداً، مشيرة إلى المسار الحالي للمفاوضات إيجابي.
وتعدّ هذه الجولة من المفاوضات الأعلى مستوى منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في العام 2018 خلال ولايته الأولى، وتأتي عقب تهديده بعمل عسكري ضد إيران في حال فشل التوصل إلى صفقة جديدة. وفيما تحدث كلا الجانبين عن فرص حقيقية لتحقيق بعض التقدم، إلا أن الهوة بينهما لا تزال متسعة بشأن الخلاف المستمر منذ أكثر من عقدين، وتحتاج للكثير من الجهود والتنازلات، من أجل التوصل إلى حل نهائي ومستدام، ينهي التوترات المتصاعدة بين الغرب وإيران على خلفية برنامجها النووي، المثير للجدل.