الثورة:
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن ملفات استخباراتية حصلت عليها، تؤكد أن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس كان معتقلاً لدى نظام الأسد السابق.
وقالت “بي بي سي”، إن ملفات الاستخبارات التي وصلت لها تعتبر أول دليل يظهر احتجاز النظام السابق للصحفي “أوستن تايس” منذ بدء جهود البحث عنه بعد سقوط النظام في الثامن من كانون الأول 2024.
الملفات تحمل اسم أوستن تايس بعلامة “سري للغاية”
ووفق الهيئة البريطانية، فقد تضمنت الملفات التي تحمل اسم “أوستن تايس” اتصالات بين فروع مختلفة من المخابرات السورية، قالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها تأكدت مع جهات قانونية من صحتها.
وذكرت الهيئة أن إحدى الرسائل التي تحمل علامة “سري للغاية”، أظهرت أن “تايس” اعتُقل في مركز احتجاز في دمشق عام 2012، في حين أكدت مصادر أخرى أن ذلك كان في سجن يدعى “الطاحونة”، بينما أكد ضابط سابق في استخبارات النظام أن الصحفي الأمريكي كان محتجزاً من قبل “مجموعة شبه عسكرية” في دمشق.
التحقيق يشير إلى اعتقال أوستن تايس قرب دمشق
ويشير التحقيق، إلى أنه يُعتقد أن “تايس” ألقي القبض عليه قرب مدينة داريا في ريف دمشق، ثم احتجزته مجموعة من “قوات الدفاع الوطني” الرديفة لقوات النظام السابق، كما أكد مسؤول سوري لـ”بي بي سي” أن الصحفي كان هناك حتى شباط 2013 على الأقل. وأنه عانى خلال فترة اعتقاله من مشاكل في المعدة، وخضع للعلاج مرتين على الأقل.
كما نقلت عن رجل شاهد تايس في المنشأة التي كان محتجزاً فيها أنه كان يعامل بشكل أفضل من المعتقلين السوريين، لكنه “كان يبدو حزيناً، واختفت الفرحة من وجهه”.
هروب تايس وإعادة اعتقاله
ولفتت بي بي سي إلى أن الملفات الاستخبارية تفيد بأن أوستن تايس هرب لفترة وجيزة من أسره عبر نافذة في زنزانته، لكن أُلقي القبض عليه لاحقاً، كما أنه استجوب مرتين على الأقل من قبل ضابط بمخابرات النظام السابق، مبينة أن هذه الحادثة وقعت بين أواخر عام ٢٠١٢ وأوائل عام ٢٠١٣.
ويشير التحقيق، إلى أن عضواً سابقاً في “الدفاع الوطني” بعهد النظام السابق، كان على دراية وثيقة باحتجاز أوستن تايس، مشيراً إلى أن “قيمة أوستن كانت مفهومة”، وأنه كان “ورقة” لدى النظام يمكن لعبها في المفاوضات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
مكان أوستن تايس لا يزال مجهولاً
وأوضحت بي بي سي أن مكان تايس لا يزال مجهولاً، حيث لم يعثر عليه بعد إخلاء السجون عقب سقوط النظام، كما هو حال أكثر من مئة ألف سوري اختفوا في ظل حكم نظام الأسد.
يشار إلى أن النظام المخلوع، كان قد أنكر مراراً احتجازه للصحفي الأميركي، وأنكر أيضاً معرفته بمكان تواجده.

من هو الصحفي الأمريكي أوستن تايس؟
أوستن تايس صحفي أمريكي مستقل خدم في القوات البحرية الأميركية، ودرس الخدمة الدبلوماسية في جامعة جورج تاون قبل أن يلتحق بكلية القانون في الجامعة ذاتها. اختفى في سوريا يوم 14 آب 2012 أثناء تغطيته أحداث الثورة السورية، واتهمت واشنطن حينها نظام الأسد البائد بالمسؤولية عن اعتقاله وأعلنت عن مكافأة قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان احتجازه.
وكان الرئيس أحمد الشرع قد التقى بالسيدة ديبرا تايس والدة الصحفي الأميركي أوستن تايس المغيّب من قبل النظام البائد عند زيارتها دمشق للبحث عنه.
اقرأ أيضاً: “Reuters”: والدة أوستن تايسن” في دمشق أملاً بالعثور على ابنها المفقود