الثورة – نيفين أحمد:
يواجه القطاع الزراعي الكثير من التحديات التي تعرقل مسيرة تطويره وتنميته، وبما يحاكي مسيرة التنمية وإعادة البناء التي تشهدها سوريا على كل المستويات والأصعدة، ومن أبرز تلك التحديات والعقبات، تطوير كفاءة الكوادر الفنية والإدارية في مؤسسة الأعلاف، حيث لايزال الكثير من تلك الكوادر خارج نطاق المفهوم التقني الحديث للتعامل مع آلية النهوض بالقطاع الزراعي.
على هذا الأساس تبرز الأهمية لتدريب العاملين في المجال الزراعي على أحدث التقنيات في تخزين الأعلاف ومراقبة جودة المخزون والتحكم في الرطوبة والوقاية من الآفات، ضمن إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تقليص الفاقد وتحسين جودة الإنتاج الحيواني ما يسهم في تحقيق استدامة الموارد العلفية.
على هذا النحو، جاءت مبادرة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” لتدريب الكوادر الزراعية المتخصصة، لاسيما كوادر مؤسسة الأعلاف، وبالتعاون مع وزارة الزراعة،بهدف الوصول الى الهدف الأسمى وهو تعزيز الأمن الغذائي.
تراكمات من الفساد
وزير الزراعة أمجد بدر أشاد بهذه المبادرة التي جاءت تحت عنوان”إدارة مستودعات الأعلاف”، وعبَّر عن ذلك بالقول: ” إن الازمة في الأعلاف ليست ظرفية بل نتيجة تراكمات من فساد وسوء إدارة واحتكار المادة.”
وأضاف تأتي الورشة ضمن إطار تعاون مستمر بين الوزارة وأكساد في ظل واقع معقد يشهده قطاع الأعلاف، مؤكداً أن تأهيل الكوادر هو المدخل الأهم لتحسين أداء القطاع ومواجهة التحديات التي تهدد الثروة الحيوانية والأمن الغذائي.
من جهته أكَّد الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، أن المركز يضع على عاتقه مسؤولية النهوض بالقطاعين النباتي والحيواني من خلال تدريب وتأهيل الكوادر وتحسين كفاءة إدارة وتخزين الأعلاف الجافة والمساهمة في سد الفجوة العلفية المتزايدة في العالم العربي.
وأشار إلى أن الثروة الحيوانية تشكل ما يقارب 30% من الإنتاج الزراعي، مشدداً على أن الأعلاف تمثل 80% من كلفة الإنتاج الحيواني ما يجعل إدارة مخزونها وتخزينها بكفاءة أولوية قصوى.
المعرفة والكفاءة
محمد المصري مدير إدارة الثروة الحيوانية بالمركز العربي لأكساد (من تونس الشقيقة )، أوضح بدوره أن الأعلاف تشكل 80 بالمئة من الجدوى الاقتصادية لكلفة الإنتاج، ومن هذا المنطلق جاءت المبادرة لتأهيل المتدربين على حسن تخزين الأعلاف في مستودعات مؤهلة، وعلى طريقة شحن من خلال تطبيقات عملية لمتابعة المخزون، وهو هام لضمان سلامة ونوعية الأعلاف، موضحاً أن الورشة يتخللها محاضرات نظرية وأعمال تطبيقية وهي سلسلة لدورات أخرى وكشف أن هناك أربعة دورات مبرمجة في هذا المجال مع المؤسسة العامة للأعلاف.
من جانبه، شدَّد حسين شهاب مدير مؤسسة الأعلاف على أهمية هذه الورشة باعتبارها “بداية لسلسلة من الورشات التخصصية” ، مضيفاً، “في لحظات التحول الكبرى تصنع الخطوات الصغيرة فرقاً كبيراً، فنحن اليوم نؤسس لمسار جديد مبني على المعرفة والكفاءة”.
وبيَّن أن المؤسسة تخطط لتنفيذ أربعة ورشات تدريبية إضافية ضمن رؤية متكاملة لتكون مؤسسة قادرة على الاستدامة والمنافسة في السوق رغم التحديات.
رؤية متجددة لشراكة مستدامة
المهندس محمد علي قرجولي رئيس برنامج تطوير مصادر الأعلاف في أكساد، أكد من جانبه أن التدريب يركز على رفع كفاءة الكادر الفني في تخزين الأعلاف، تعلّم طرق مكافحة القوارض وتعقيم المستودعات، إضافة إلى اتباع أفضل الممارسات في حفظ الأعلاف والحد من التلوث والفاقد.
النهوض بالواقع الزراعي
يُذكر أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة، يواصل جهوده في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية من خلال تطوير تقنيات زراعية متقدمة وتدريب الكوادر الوطنية على استخدامها، بهدف دعم التنمية الزراعية في سوريا، وتنفيذ مشاريع بحثية وتدريبية تهدف إلى تحسين إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية، وتأتي هذه الفعالية في وقت تواجه فيه سوريا تحديات كبيرة في تأمين الأعلاف نتيجة لتغيرات المناخ وتراجع المراعي الطبيعية.