الثورة:
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك في مقابلة مع وكالة رويترز في بيروت الثلاثاء 22 تموز/يوليو 2025، إن على الرئيس السوري أحمد الشرع أن “يتكيف سريعاً” ويعيد مراجعة سياساته في ضوء أحداث السويداء، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العنف الذي شهدته المحافظة ليس من فعل القوات النظامية، ومؤكداً أنه لا بديل للحكومة الحالية في البلاد ضمن السياق الراهن للحرب في سوريا.
ودعا براك الشرع إلى إجراء تغيير سريع محذراً من أنه “قد يفقد الزخم الذي دفع به إلى السلطة” إذا تأخر عن الإصلاح، وأوضح أنه نقل للرئيس السوري في محادثات خاصة نصائح تدعو إلى تخفيف التوجهات الإسلامية وطلب مساعدة أمنية إقليمية لدعم الاستقرار. كما شدد براك على أن على الحكومة السورية أن تسرع إلى التحلي بالشمولية لجهة دمج الأقليات في هياكل السلطة، وأكد أن موقف واشنطن لا يملي شكل النظام السياسي السوري باستثناء الإصرار على الاستقرار والوحدة والعدالة والشمول.
ونفى براك مسؤولية الحكومة السورية عن العنف في السويداء قائلاً إن “القوات السورية لم تدخل إلى المدينة”، وأوضح أن “هذه الفظائع لا تحدث بفعل قوات النظام السوري، إنها ليست حتى في المدينة لأنها اتفقت مع إسرائيل على أنها لن تدخلها”، في إشارة إلى تفاهم أمني حال دون الانتشار الحكومي داخلها.
أشار براك إلى أن السويداء شهدت منذ الأحد الماضي اشتباكات دامية بين عشائر بدوية ومجموعات درزية تطورت إلى عمليات انتقامية، وقال إن غارات جوية شنتها إسرائيل على محافظات سورية بزعم “حماية الدروز” عرقلت جهود القوات الحكومية لاحتواء الأزمة، كما اتهمت الحكومة السورية خصوماً في أربع دول ـ لم تُسمِّها ـ بنشر خطاب طائفي مزيف لتأجيج الوضع.
وقال المبعوث الأميركي إن المخاطر في سوريا مرتفعة للغاية في ظل غياب خطة لنقل السلطة أو وجود بديل واقعي للحكومة الحالية، وأوضح أن “مع هذا النظام السوري لا توجد خطة (ب) إذا فشل، وهناك من يحاول دفعه إلى الفشل”، متسائلًا: “لأية غاية؟ ليس هناك من يخلفه”، ومحذراً من أن مصيراً شبيهاً بما حدث في ليبيا وأفغانستان ـ أو حتى أسوأ ـ قد يتهدد البلاد.
ورأى براك أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أججت “الارتباك” في المشهد السوري، وقال إنه وجّه رسالة إلى إسرائيل بضرورة فتح حوار لتخفيف مخاوفها من القيادة الجديدة في دمشق، مؤكداً استعداد الولايات المتحدة للعب دور الوسيط النزيه لمعالجة أي هواجس إسرائيلية من النظام السوري.
وأشار إلى أن إسرائيل تحتل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، وقال إن تل أبيب استغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام الأسد البائد، لتوسيع وجودها في المنطقة العازلة، وأكد أنها أعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، كما سيطرت على جبل الشيخ الإستراتيجي القريب من دمشق بنحو 35 كيلومتراً، وشنت هجمات جوية على مواقع عسكرية عديدة في أنحاء البلاد.