الثورة _ترجمة ختام أحمد :
أعلنت وزارة الصحة في غزة ، عن وفاة 19 شخصاً جراء سوء التغذية في غزة خلال 24 ساعة. وسُجِّلت 86 حالة وفاة جراء سوء التغذية منذ بدء الإبادة الجماعية، منهم 76 طفلاً. ووصفت الوزارة هذه الوفيات بأنها “مجزرة صامتة”.
تزعم مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والمداراة أمريكياً، أنها وزعت أكثر من 80 مليون وجبة خلال الشهرين الماضيين، إلا أن علامات المجاعة في غزة جلية لا يمكن إنكارها.
في غضون ذلك، يُقتل العشرات من الفلسطينيين يومياً في مواقع توزيع المؤسسة أو بالقرب منها، وهي حقيقة تُنكرها المنظمة بشدة في ظل وجود أدلة دامغة وشهادات لا تُحصى.
يوم السبت، سجّل مجمع ناصر الطبي في خان يونس 32 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً في منطقة الطينة، غرب مدينة رفح، حيث يوزّع صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي المساعدات. وكانت الإصابات المُبلّغ عنها ناجمة عن رصاصات قناصة في الرأس والصدر.
ويوم الأحد، صرّح برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بأنّ القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مدنيين جائعين هرعوا إلى قافلة مساعدات دخلت غزة من الشمال. أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه “بعد عبور نقطة التفتيش الأخيرة بعد معبر زيكيم إلى غزة بقليل، واجهت القافلة حشوداً كبيرة من المدنيين الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الحصول على إمدادات غذائية هم بأمسّ الحاجة إليها”. وأضاف : “مع اقتراب القافلة، تعرض الحشد المحيط بها لإطلاق نار من الدبابات والقناصة الإسرائيليين ونيران أخرى”.
أفادت وزارة الصحة بمقتل 90 شخصاً في تلك المجزرة وحدها.
هذا العدد لا يشمل مئات الجرحى الذين سيموتون لاحقاً متأثرين بجراحهم بسبب نقص الرعاية الطبية المناسبة.
وأضاف برنامج الأغذية العالمي أن المجاعة في غزة وصلت إلى مستويات جديدة: يموت الناس من نقص المساعدات الإنسانية ويتفاقم سوء التغذية، حيث يحتاج 90 ألف امرأة وطفل إلى علاج عاجل ويعاني ما يقرب من شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص من قلة الطعام لأيام. وتُعدّ المساعدات الغذائية السبيل الوحيد لمعظم الناس للحصول على أي نوع من الطعام، حيث ارتفع سعر كيس الدقيق الذي يزن كيلوغراماً واحداً إلى أكثر من 100 دولار أمريكي في الأسواق المحلية.
يقول الدكتور عاطف الغول، مدير مجمع ناصر الطبي في خان يونس: “يموت الناس يومياً بسبب سوء التغذية. وإذا تحدثنا بلغة الأرقام، فهي تتحدث عن نفسها – فقد مات مئات الأشخاص خلال الشهرين الماضيين وهم يحاولون تأمين الطعام لعائلاتهم، ليعودوا إلى عائلاتهم الجائعة في أكياس جثث”.
قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، الأحد، إن نحو ألف شخص قتلوا في مراكز توزيع المساعدات الغذائية، فيما أصيب أكثر من 6011 شخصاً، وسجل 45 آخرون في عداد المفقودين. أما بالنسبة لمرضى سوء التغذية، فيشير الغول إلى أن الأعداد تتزايد يومياً، وأن سوء التغذية يؤدي إلى انهيار المناعة وتدهور الجسم، مما يشكل عبئاً ثقيلاً على مستشفى ناصر في ظل انعدام خيارات العلاج.
أنقذوا غزة قبل أن يموت الجميع، يحثّ الغول،ثمانية مليارات إنسان في العالم لا يستطيعون إيصال قطعة خبز واحدة إلى جائعي غزة.. من بين الأكثر تضرراً الأطفال حديثو الولادة الذين لا يجدون ما يرضعون به.
الأمهات غير قادرات على الرضاعة الطبيعية بسبب سوء التغذية، مما يُصعّب إنتاج الحليب، كما أن حليب الأطفال غير متوفر في الأسواق.
وقال الدكتور عاهد خلف اختصاصي طب الأطفال في مستشفى ناصر : “حالات سوء التغذية التي تصل إلى قسم الطوارئ تتزايد باستمرار وبشكل مثير للقلق، يصل الأطفال إلى المستشفى في حالة حرجة – لا يستطيعون المشي أو الوقوف، يأتون إلينا كهياكل عظمية، مجرد جلد يغطي العظام”.
ويضيف خلف أن وضع القطاع الصحي في غزة في حالة انهيار تام. وقال: “لقد ناشدنا جميع المنظمات الدولية لتزويدنا بالحليب اللازم للأطفال، ولكن حتى هذه اللحظة، لم نتلقَّ أي دعم من أحد”.
وأوضح خلف أن وزارة الصحة ناشدت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظمة إنقاذ الطفولة، إلا أنها لم تتلقّ أي مساعدة.
في دير البلح، استسلمت رزان أبو زاهر، البالغة من العمر أربع سنوات، لسوء التغذية بعد أن تدهورت حالتها الصحية بعد أشهر من الحرمان.
في مقطع فيديو حصل عليه موقع موندويس ، تظهر جثة الطفلة هامدةً على سرير الموتى في مستشفى شهداء الأقصى، محاطةً بعائلتها. عيناها مفتوحتان، وبطنها منتفخ، وعظامها بارزة من تحت جلدها.
تقول والدتها في الفيديو: إنها عانت من مشاكل صحية متعددة لمدة أربعة أشهر، أبرزها التهابات صدرية ناتجة عن استنشاق البارود، وقالت والدتها: إنها بقيت في المستشفى لأكثر من عشرين يوماً، وفي كل مرة كانت تذهب فيها إلى المنزل لمدة يومين، كانت حالتها تسوء، لذلك كانوا يعيدونها باستمرار، لم نتمكن من العثور على أي شيء لإطعامها أو لأنفسنا”، قالت والدتها.
وفقاً للأونروا ، يعاني طفل من كل عشرة أطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.
ويعاني أكثر من 240,000 طفل من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وفي شهر حزيران وحده، سجلت اليونيسف أكثر من 5,800 حالة سوء تغذية بين الأطفال، بما في ذلك أكثر من 1,000 حالة حادة للشهر الرابع على التوالي.
وبحسب تقارير محلية، بدأ الناس يُصابون بالإغماء في الشوارع.
وصرح أحمد جلال، الصحفي في غزة، لموقع موندويس بأنه شهد العديد من هذه الحالات بالقرب من المستشفيات.
كما أفادت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) بارتفاع حاد وغير مسبوق في حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء في عياداتها في جنوب وشمال غزة. وتُعد هذه الأرقام الأعلى التي سجلتها المنظمة في غزة على الإطلاق.
ويشير تقرير المنظمة، الصادر في 11 تموز، إلى أن أكثر من 700 امرأة حامل ومرضعة، بالإضافة إلى حوالي 500 طفل، يعانون من سوء تغذية حاد أو متوسط.
قال نائب المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود: “هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها هذا المستوى الحاد من سوء التغذية في غزة”. وأضاف: “قد ينتهي التجويع المتعمد لسكان غزة غداً – إذا سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول الغذاء على نطاق واسع”.
المصدر _ Mondoweiss