الثورة – زهور رمضان
في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم ظهر مصطلح رديف للتحريض التقليدي، ألا وهو التحريض الالكتروني الذي يتم عبر وسائل الاتصال الإلكترونية مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بمنصاتها المختلفة، يشمل هذا النوع من التحريض دعوة الأفراد إلى تصديق ادعاءات كاذبة تنشرها بعض صفحات هذه الوسائل، التي قد يكون ممولها جهات خارجية لها المصلحة الكبرى في نشر الفتنة والخوف والكراهية بين جميع أطياف الشعب، وخاصة في ظل الظروف القاسية التي تتعرض لها سوريا.
الأمر الذي دفع الكثير من المغرضين إلى استغلال الفرصة للتحريض من خلال إثارة النعرات الطائفية وبث إشاعات كاذبة وأقاويل لا تمت إلى الحقيقة بصلة، إذ بتنا نفاجأ كل لحظة بأخبار غير صحيحة تم تناقلها على صفحات الكترونية غير رسمية، ولكنها لعبت دوراً في تخويف بعض الأفراد الذين يعتمدون في أخبارهم على وسائل غير رسمية تتناقل وتتلاعب بالأخبار بالطريقة التي تناسبها لنشر الذعر والقلق في قلوب الناس.
فالتضليل الإعلامي هو نشر معلومات مضللة أو خاطئة عمداً بهدف الخداع والتأثير على الرأي العام، ومن الممكن أن يتخذ أشكالاً متعددة بما في ذلك تزييف الحقائق، أو استخدام تقنيات الإثارة والتلاعب بالصور والفيديوهات ويهدف إلى تحقيق مآرب مختلفة، مثل تشويه سمعة الأفراد أو المؤسسات، أو التأثير في قرارات سياسية، أو إثارة الفتن والنزاعات.
تبني معلومات خاطئة
يرى بعض الباحثين في هذا الإطار أن التضليل الإعلامي يقوض الثقة في المؤسسات الإعلامية والأخبار، ويدفع الناس إلى تبني معلومات خاطئة أو مضللة، مما يؤدي إلى تشتت الآراء وتعميق الانقسامات المجتمعية، كما يمكن أن يؤثر في عمليات صنع القرار. فيما يركز آخرون على أهمية تطوير مهارات التفكير النقدي والتحقق من المعلومات قبل مشاركتها، كونه يساعد الأفراد على التمييز بين الأخبار الصحيحة والخاطئة، ويساهم في بناء مجتمعات أكثر وعياً ومعرفة. ويؤكد البعض أن وسائل الإعلام التقليدية تتحمل مسؤولية كبيرة في مكافحة التضليل، من خلال نشر معلومات دقيقة وموثوقة، واتباع معايير مهنية صارمة، وتوعية الجمهور بمخاطر التضليل الإعلامي. بينما يرى آخرون أن وسائل الإعلام الاجتماعية يجب أن تتحمل جزءاً من المسؤولية، من خلال تطوير آليات للكشف عن المعلومات المضللة ومنع انتشارها.
تشويه الحقائق
المحامي علي عبد الله أوضح في تصريح لصحيفة “الثورة” أنه لا أحد يستطيع أن ينفي وجود صفحات مموله من الخارج، وغرضها الأساسي تشويه الحقائق ونشر الفتن في مجتمعنا، وبث الرعب في قلوب الشعب.. فوسائل الإعلام حالياً باتت تسيطر بشكل رئيسي على عقول الصغار والكبار والأفراد، وهذا الشيء لاشك أنه خطير وخاطئ وينعكس سلباً على أمان المجتمع.ونوه بأن الحل الوحيد هو بالتكاتف والتعاون بين أبناء المجتمع السوري على امتداد جغرافية الوطن، وذلك للقضاء على هذا النوع من الحروب الخفية التي يجيد اللعب على أوتارها أعداء الوطن، من خلال الصفحات المختلفة التي تبث سمومها في أفكار وعقول الشباب بأعمارهم المختلفة، وفي كل مكان.وقال المحامي عبد الله: نحن شعب واحد وعلينا أن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً في مواجهة هذه الظروف العصيبة القاسية التي نمر بها حالياً، وهذا لا يثمر إلا من خلال نشر ثقافة الوعي وثقافة المواطنة بين الجميع.من هنا نجد أنه على الجميع التكاتف والتعاون والوقوف يداً واحدةً تحت سقف الوطن في محاربة هذا التضليل الإعلامي وذلك من خلال نشر الوعي بين الأفراد بعدم تصديق أخبار التواصل الاجتماعي والاعتماد على المواقع الرسمية ووسائل الإعلام الوطني التي تنقل الأخبار بدقة بعيداً عن التشويه والكذب.