الثورة – عبد الحميد غانم:
أصبحت ريادة الأعمال أحد المفاهيم الاقتصادية الحديثة التي تسهم بشكل كبير في تحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.. وتعتمد مبادئ الابتكار والاستقلالية، ويُطلق رواد الأعمال مشاريعهم الجديدة بهدف تحقيق الأرباح بما ينعكس أثر مجتمعي إيجابي.
كثيرة اليوم هي التوجهات نحو رواد الأعمال من القطاعين الحكومي والخاص، والهدف تحفيز التنمية وتحقيق التوازن الاقتصادي.
الخبير بالشؤون الاقتصادية الدكتور عامر خربوطلي يقول في حديثه لصحيفة الثورة: ريادة الأعمال مصطلح سحري، سريع الانتشار، قوي الدلالة، عميق النتائج، أدى تطبيقه في أغلب البلدان إلى إحداث نقلة قوية وسريعة باتجاه معدلات أكبر من النمو الاقتصادي، وتحسن أوسع في تركيب الناتج المحلي الإجمالي وتقدم كبير في استثمار الأفكار الابتكارية الملهمة.
ويفيد أن الريادة تمثل سر نجاح الدول المتقدمة الغنية التي لا تملك بالأصل ثروات باطنية كبيرة، وسر استمرار تفوقها وتحسن دخلها الفردي وتطوير معيشة أفرادها.
ويبين خربوطلي أن ريادة الأعمال تعني إنشاء الأعمال الحرّة الجديدة المتصفة بالإبداع والمتسمة بالمخاطرة والمساهمة في تحقيق الثروة لأصحابها من رواد الأعمال النشيطين المثابرين في زمن قياسي بفعل تطبيق الأفكار الإبداعية والابتكارية في جميع ميادين العمل الاقتصادي المتاحة.
مصدر للأفكار المتجددة
وبحسب خربوطلي، يطلق لقب رائد أعمال على الشخص الذي ينشئ مشروعاً جديداً بنفسه ويتحمل جميع المخاطر والنتائج المترتبة عن هذا المشروع، وينظر إليه على أنه مبتكر وخلاق ومصدر للأفكار المتجددة والمنتجات والخدمات المستحدثة القابلة للاستمرار والتطوير.
ولفت إلى العديد من النظريات الاقتصادية التي صاغت ريادة الأعمال في معادلة النمو الاقتصادي المستمر بدءاً من الفرنسي (جان باتيست ساي) مروراً بأبي ريادة الأعمال النمساوي جوزيف شومبيتر الذي أطلق عبارته الشهيرة التي أصبحت قاعدة اقتصادية عميقة المدلول (إن رائد الأعمال الذي يقوم بإنشاء مشروعه الريادي المبتكر هو المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي على المدى الطويل)، لأنه يمنح الاقتصاد قوة الدفع التنموية عبر خلق القيم المضافة الجديدة وعبر ضمان استمرارية الاستثمار وتحسين الاستهلاك وعدم الدخول في مخاطر الركود والكساد.
وقود لا ينضب
وأكد أن ريادة الأعمال هي جوهر حركة الاقتصاد الفعّال النشط وهي قلب الاقتصاد ووقوده الذي لا ينضب، مشيراً إلى أن الاقتصاد السوري بحاجة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى لدعم محركات ريادة الأعمال وتأمين منظومة هذه الحركية من تشريعات ومنظمات داعمة حكومية وأهلية وخاصة وجامعات ومراكز بحوث.
وبرأى خربوطلي أن معادلة النمو الجديدة عالمياً أدخلت مستوى الاستغلال الأمثل لرأس المال كأحد محددات النمو المعتمدة على إدخال التقانات الجديدة وريادة الأعمال لتحقيق عائد أكبر من نفس رأس المال المستثمر، مؤكداً أن ما تحتاجه سوريا اليوم لمضاعفة قوة الاقتصاد بقيم غير كبيرة من رؤوس الأموال المتاحة.
وشدد على أن ريادة الأعمال هي فرصة سوريا الجديدة بأن يكون هناك مساحة أكبر لرواد الأعمال الشباب لبناء مشاريعهم الجديدة الرائدة المبتكرة المبدعة في الميادين التي تتناسب مع شغفهم وميولهم وخبراتهم والمعتمدة أصلاً على فجوات طلب تسويقية محلية وخارجية جيدة ومتنامية.
وقال خربوطلي: إن ريادة الأعمال فرصة قد لا تعوض للشباب السوري الطموح في بناء بلده بقدرات وأساليب جديدة غير مسبوقة.
رهان المستقبل
وأشار إلى أنه كلما زاد عدد رواد الأعمال ارتفع الاستثمار في سوريا وتحسن الدخل وانخفضت البطالة وتراجع التضخم وتحسن الاستهلاك وخُلقت الثروة، مشدداً على ضرورة أن تبادر غرفة تجارة دمشق وهي منظمة ذات نفع عام غايتها رعاية المصالح التجارية والدفاع عنها وتمثيلها وتطورها، لافتاً إلى أن هذا يمثل خطوة في درب ريادة الأعمال في سوريا، وقال: إنها رهان نجاح مستقبل سوريا الجديدة.