الثورة – أسماء الفريح:
تستضيف اسطنبول التركية اليوم جولة جديدة من المفاوضات الأوكرانية-الروسية بعد أكثر من أسبوعين على انعقاد الأولى, وسط تصاعد التوترات بين الجانبين عقب إعلان الاستخبارات الأوكرانية نجاحها في استهداف 40 طائرة إستراتيجية روسية بسيبيريا، وتوعد موسكو بالرد.
وقبيل انطلاق المفاوضات, التقى نائب وزير الخارجية الأوكراني سيرغي كيسليتسيا، ومستشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أوليكساندر بيفز، بممثلي ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في إسطنبول لتنسيق المواقف استعداداً للمحادثات التي تشارك فيها تركيا حسب ما ذكر منشور لمتحدث وزارة الخارجية الأوكرانية جورج تيخي على منصة “إكس”.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان قال في كلمة مصورة نشرها أمس على منصة “إكس” وأوردتها وكالة الأناضول، إنه على الرغم من عدم تسليم روسيا مذكرة وقف إطلاق النار لأوكرانيا وتركيا والولايات المتحدة, إلا أنهم /الأوكرانيين/ سيعملون على إحراز “بعض التقدم” نحو تحقيق السلام في المفاوضات اليوم في إسطنبول.
وأضاف أنهم سيواصلون عرض القضايا التي يمكن أن تضمن وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط وسلاماً دائماً وموثوقاً به، على الجانب الروسي في المفاوضات.
وحول الهجمات التي شنّها جهاز الأمن الأوكراني على مطارات عسكرية روسية مختلفة باستخدام طائرات مسيّرة, كشف زيلينسكي أن عملية جهاز الأمن الأوكراني نُفّذت ضد أهداف روسية استُخدمت في هجمات على أوكرانيا, وقال: “يمكننا القول بسهولة إن هذه عملية فريدة من نوعها”.
وأشار إلى أن “مركز العملية” الذي نظّموه يقع بالقرب من مكتب لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي وأنه تم استخدام 117 طائرة مسيّرة في الهجوم.
وتابع: “استهدفنا 34 بالمئة من حاملات صواريخ إستراتيجية في المطارات الروسية”.
من جانبه, نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤول أوكراني قوله إن كييف أخطرت واشنطن بهجوم الطائرات المسيرة مسبقاً, مبيناً أنه تم التخطيط للعملية منذ أكثر من عام.
وأوضح المصدر أن ضباط المخابرات أطلقوا طائرات مسيرة هجومية من شاحنات وُضعت سراً بالقرب من قواعد جوية روسية، إحداها في سيبيريا، على بُعد آلاف الكيلومترات من أوكرانيا.
هذا وأقرت روسيا بأن الهجمات الأوكرانية استهدفت مطارات في 5 مقاطعات، وأعلنت تصديها لبعضها واعتقال عدد من المشاركين في الهجمات، كما توعدت برد قوي قد يجعل أوكرانيا تخسر مزيداً من مدنها الكبرى.
خارطة طريق للتسوية
وبالعودة إلى المفاوضات, أظهرت وثيقة نشرتها رويترز أن المفاوضين الأوكرانيين المشاركين في محادثات اليوم سيقدمون للجانب الروسي خارطة طريق مقترحة للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للحرب بين البلدين.
وتبدأ الخارطة المقترحة بوقف كامل لإطلاق النار 30 يوماً على الأقل، وتتبعه عودة جميع الأسرى الذين يحتجزهم البلدان إلى جانب الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا للأراضي التي تسيطر عليها روسيا، ثم عقد اجتماع بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما تنص خارطة الطريق على أن تعمل موسكو وكييف بمشاركة الولايات المتحدة وأوروبا على صياغة الشروط التي يمكن للبلدين الاتفاق عليها لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.
وأعلن فلاديمير ميدينسكي رئيس الوفد الروسي بمفاوضات إسطنبول في تصريح لقناة “روسيا اليوم”، أن الجانب الأوكراني قدّم مسودة مذكرة تتعلق بحل الأزمة وإحلال السلام بين البلدين.
يذكر أن اسطنبول كانت استضافت يومي الـ 15 والـ 16 من أيار الماضي مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين.
وكان بيان للخارجية الروسية أفاد أمس بأن وزيري الخارجية الأميركي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف ناقشا هاتفياً خطط استئناف المحادثات الروسية الأوكرانية المباشرة في إسطنبول.
وأضاف أنهما ناقشا أيضاً الهجمات على البنية التحتية للسكك الحديدية في منطقتي بريانسك وكورسك الروسيتين.
ومساء أول أمس، انهار جسر في بريانسك تم تفجيره، على قطار ركاب كان في حال سير، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 71 آخرين, فيما وقع انفجار آخر في جسر سكة حديد بمنطقة كورسك، ما أدى إلى سقوط قطار كان في حال سير، وأدى إلى إصابة السائق ومساعديه بجروح.
جدير بالذكر أن روسيا كانت بدأت هجوماً عسكرياً على أوكرانيا منذ الـ 24 من شباط 2022، وتشترط تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية لوضع حد له، فيما تقول أوكرانيا إن هذا يشكل “تدخلاً” في شؤونها.