الثورة- فؤاد الوادي:
مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل بحق الفلسطينيين، ومع مواصلتها إغلاق المعابر ومنعها دخول المساعدات الإنسانية، تفاقمت المجاعة في قطاع غزة بشكل حاد، الأمر الذي زاد معاناة الفلسطينيين المحاصرين منذ أشهر.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة رفضها خطة إسرائيلية للتحكم في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن المنظمة لن تشارك في أي ترتيب للمساعدات لا يحترم ما وصفه بمبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.
وأضاف غوتيريش إن آليات التفويض التي اقترحتها الحكومة الإسرائيلية أخيراً لإيصال المساعدات تُنذر بمزيد من التحكم وتقييد المساعدات بلا رحمة حتى آخر سعر حراري وحبة دقيق.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: “لأكن واضحاً، لن نشارك في أي ترتيب لا يحترم المبادئ الإنسانية احتراماً كاملاً، الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد. يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ويجب منح العاملين في المجال الإنساني الحماية التي يكفلها لهم القانون الدولي”.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، رفضه للآلية الإسرائيلية المقترحة لإدخال المساعدات للفلسطينيين، مؤكداً أنه “لن يقبل بتلاعب الاحتلال بالمصير الإنساني للقطاع”، وقال المكتب، في بيان “إن الآلية المقترحة تنصّ على أن يتولى جنود الاحتلال أو شركة خاصة تابعة له توزيع المساعدات مباشرة على الأسر الفلسطينية”، وحذّر المكتب من أنها تُعرّض حياة المدنيين للخطر، عبر إجبارهم على التوجه إلى نقاط توزيع قد تكون مستهدفة ومحفوفة بالمخاطر الأمنية، وفي بيانه، وصف المكتب الإعلامي الحكومي الآلية الإسرائيلية بأنها “محاولة مكشوفة لإضفاء شرعية زائفة على احتلاله غير القانوني، والتنصل من مسؤولياته كقوة احتلال”، وحمّل “إسرائيل” المسؤولية الكاملة عن أي انتكاسة إنسانية أو كارثة صحية أو غذائية قد تترتب على عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
ومنذ 2 من آذار الماضي، يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء ومياه لقطاع غزة، عقب إغلاقه للمعابر، ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة، وتحاصر “إسرائيل” غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من سكانها، البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون فلسطيني، بلا مأوى، بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق الاحتلال المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 آذار 2025، قتلت “إسرائيل” حتى اليوم أكثر من 1449 فلسطينياً وأصابت 3647 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع، وبدعم أمريكي مطلق ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.