الثورة: أسماء الفريح:
مع بدء وفدين أميركي وروسي جولة ثانية من المحادثات في اسطنبول التركية اليوم بهدف تطبيع العمل الدبلوماسي بين البلدين وبحث سبل إزالة العقبات الفنية، أكدت الخارجية الأميركية أن مسائل الأمن ونزاع أوكرانيا لن تكون على جدول الأعمال حالياً.
سفير روسيا لدى واشنطن ألكسندر دارتشييف والذي يترأس وفد بلاده في المحادثات صرح بأن المباحثات تهدف إلى إزالة “الإرث السام” الذي خلفته إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، كما أن من بين القضايا المطروحة استعادة الممتلكات الدبلوماسية المجمدة، واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.
وأشار دارتشييف إلى أن التواصل بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب أدى إلى تحقيق بعض التقدم، مثل ضمان الخدمات المصرفية للبعثات الدبلوماسية، وتحويل المساهمات الروسية إلى المنظمات الدولية، مبيناً وجود “تقدم محدود” في تسوية قضايا التأشيرات، وتخفيف قيود السفر المتبادلة.
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ذكرت أمس أن الجولة الثانية من المشاورات الروسية -الأميركية حول عمل البعثات الدبلوماسية ستعقد في مقر القنصلية العامة لروسيا في اسطنبول وأنها ستشهد “مواصلة العمل الجدي لإزالة العقبات الفنية العديدة التي تعيق عمل الدبلوماسيين من البلدين”.
من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس أن التسوية السلمية في أوكرانيا ليست مدرجة على جدول أعمال مفاوضات اسطنبول، وأن أي تطبيع للعلاقات بين واشنطن وموسكو لن يحدث إلا بعد تحقيق “السلام بين روسيا وأوكرانيا”.
ويترأس الوفد الأميركي نائبة مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية سوناتا كولتر إلى جانب ممثلين عن وزارتي الخارجية الأميركية والروسية.
وكان الجانبان عقدا جولة أولى من مباحثات تطبيع العمل الدبلوماسي في الـ 27 من شباط الماضي في اسطنبول وأكدت الخارجية الروسية عقبها، أن “المناقشات كانت هادفة وعملية”، فيما أشار الجانب الأميركي إلى أن المحادثات أسفرت عن تحديد خطوات نحو تطبيع عمل البعثات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي الـ18 من شباط الماضي، جرى أول اللقاءات بين وفدي البلدين في العاصمة السعودية الرياض، وذلك في إطار جهود إعادة العلاقات الثنائية ووقف الحرب في أوكرانيا.
وشهدت العلاقات بين موسكو وواشنطن توتراً كبيراً خلال السنوات الماضية، وخاصة بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، ما أدى إلى فرض قيود متبادلة على عمل البعثات الدبلوماسية، وتسريح عدد كبير من الدبلوماسيين من كلا الجانبين.
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في العام الحالي 2025، أبدى رغبته في تحسين العلاقات مع روسيا وسعت إدارته إلى وقف الحرب في أوكرانيا، مع تقليص واشنطن دعمها لكييف.
وفي الأسبوع الماضي، أرسلت روسيا مبعوثها كيريل ديميترييف إلى واشنطن بناء على دعوة من المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، وأعلن ديميترييف بعد المحادثات وجود “ديناميكية إيجابية” في العلاقات بين البلدين، رغم استمرار وجود خلافات تتطلب عقد عدة لقاءات إضافية.
وتوصلت الولايات المتحدة في الـ26 من آذار الماضي إلى اتفاقين منفصلين مع كل من أوكرانيا وروسيا لوقف القتال في البحر الأسود، وحظر استهداف منشآت الطاقة لمدة ثلاثين يوماً، مع قبول واشنطن بالمضي قدماً لرفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو.