الثورة – ناصر منذر
قبل يومين من إجراء جولة جديدة من المشاورات بين الولايات المتحدة وإيران- بخصوص البرنامج النووي الإيراني- والمقرر عقدها في سلطنة عمان يوم السبت القادم، يحتدم الجدل بين الجانبين، فيما إذا كانت تلك المفاوضات ستكون مباشرة، كما ترغب واشنطن، أو بشكل غير مباشر، كما تريد طهران، وربما يتم إلغاء تلك الجولة، بحال عدم اتفاق الطرفين على الشكل الذي ستجري فيه هذه الجولة.
وكالة رويترز، نقلت عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، قولها يوم أمس إن المحادثات الأمريكية الإيرانية التي ستستضيفها سلطنة عمان يوم السبت ستكون مباشرة، ونفت إصرار إيران على أن المناقشات ستكون غير مباشرة، وأضافت ليفيت “المحادثات ستكون مباشرة”، مشيرة إلى أنها ليس لديها مزيد من التفاصيل.
من جانبها نقلت صحيفة “واشنطن بوست” Washington Post عن مسؤول أميركي أن فريق ستيف ويتكوف، ممثل الحكومة الأميركية، أرسل رسائل إلى إيران عبر سلطنة عُمان، طالباً إجراء مفاوضات مباشرة يوم السبت. وأضاف المسؤول الأميركي أنه في حال لم تُجرَ المحادثات بشكل مباشر، قد يقرر ويتكوف عدم السفر إلى عُمان. وقال: “نحن بحاجة إلى تفاهم وحوار شامل، ولا نقبل بخداع الإيرانيين”.
أما في طهران، فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن المفاوضات ستُعقد يوم السبت في عُمان، وستكون غير مباشرة، وقال: “نحن لا نقبل بأسلوب غير التفاوض غير المباشر”.وأضاف عراقجي في حديث للتلفزيون الإيراني: “شكل التفاوض ليس هو الأساس. ما يهم هو ما إذا كانت المفاوضات فعالة وجدية من الطرفين، وهل هناك إرادة للوصول إلى حل. هذا هو المعيار. أما الشكل فهو تابع لعدة اعتبارات. وشكلنا المفضل هو المفاوضات غير المباشرة”.وأشار الوزير الإيراني إلى أن المفاوضات التي يسعى فيها الطرف الآخر لفرض إرادته من خلال الضغط والتهديد ليست مفاوضات، بل إملاءات، وقال: نحن لا نؤمن بهذا الأسلوب على الإطلاق.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن المحادثات يوم الاثنين الماضي بعد أن هدد منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني إيران مرارا بعمل عسكري إذا لم ترض باتفاق جديد.ووسط حرب التصريحات المتبادلة بين واشنطن وطهران، قال مسؤولون إيرانيون لرويترز يوم أمس إن طهران تتوخى الحذر إزاء المحادثات المقررة مطلع الأسبوع المقبل مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي في ظل غياب الثقة في إحراز تقدم وشكوك بالغة في نوايا واشنطن.وبحسب “رويترز”، أكد مصدر مطلع على الخطط الأمريكية للمحادثات أن ويتكوف سيقود الوفد الأمريكي، وأن المناقشات ستكون شاملة سعيا للتوصل إلى اتفاق نووي، ولن تكون فنية بطبيعتها. موضحا بأن الأمور لا تزال في طور التشكل.
كما ذكرت مصادر إيرانية وإقليمية أن طهران ترغب في رؤية مبادرات أمريكية ملموسة قبل أي محادثات مباشرة بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين.وقال دبلوماسي إقليمي لرويترز: “أبلغَنا الإيرانيون أن المحادثات المباشرة ممكنة، ولكن يجب أن تكون هناك بادرة حسن نية. مثل رفع بعض العقوبات أو إلغاء تجميد بعض الأموال”.وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تدعم إجراء محادثات مباشرة أو غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وتراها فرصة لتهدئة التوتر، مضيفا “نعلم أن هناك اتصالات معينة، مباشرة وغير مباشرة، مخطط لها في عمان”.من جهته، قال وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت إنه يتوقع تشديد العقوبات على إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع الرئيس دونالد ترامب بشأن برنامجها النووي.وأضاف في مقابلة مع شبكة (سي.إن.بي.سي) “بالتأكيد، أتوقع عقوبات مشددة للغاية على إيران، وآمل أن تدفعها إلى التخلي عن برنامجها النووي”.وعلى مدى أكثر من 20 عاما، شهدت جهود تسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني تذبذبا دون التوصل إلى حل. وتقول طهران إن البرنامج للاستخدام المدني فقط، بينما تعتبره دول غربية تمهيدا لصنع قنبلة ذرية.وخلال ولايته الأولى في 2017، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين إيران وست قوى عالمية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتعثرت المحادثات منذ ذلك الحين.