محطات المعالجة بطرطوس.. تأهيل وصيانة لرفع التلوث عن مصادر المياه

الثورة – ربا أحمد:

لا تزال محافظة طرطوس تعاني من غياب خطط حقيقية لرفع تلوث مياه الصرف الصحي عن بحرها وجبالها ومياهها الجوفية، حيث تنتهي كامل مصبات الصرف الصحي المنفذة في القرى ضمن الوديان، بينما يكون مصيرها البحر في مدينة طرطوس.

ولمعرفة الأسباب والإجراءات المتخذة، التقت صحيفة الثورة مدير الوحدات الإدارية في طرطوس عبد الفتاح الخطيب، الذي أوضح أنه في إطار الجهود المبذولة لتحسين الواقع البيئي والصحي في مدينة طرطوس، تم وضع خطة متكاملة لمعالجة مياه الصرف الصحي ورفع التلوث عن شاطئ البحر، الخطة تعتمد على منظومة مترابطة من محطات الضّخ والمعالجة، وتعمل وفق تسلسل، يبدأ بمحطة ضخ الغمقة التي تتولى نقل مياه الصرف الصحي القادمة من المنطقة الجنوبية للمدينة إلى محطة ضخ مشوار التي تقوم بدورها بضخ المياه الواردة إليها من المنطقة الوسطى، بالإضافة إلى المياه القادمة من محطة الغمقة إلى موقع محطة معالجة طرطوس المركزية الواقعة شمال المدينة قرب مكتب الدور. وأيضاً محطة ضخ العجمي، التي تنقل مياه الصرف الصحي من المنطقة الشمالية لطرطوس، وجزء من قطاع بلدية دوير الشيخ سعد، إلى موقع محطة المعالجة المركزية ذاته.

بانتظار الحلّ

شاهين لفت إلى أن الشركة العامة للصرف الصحي تعاقدت منذ أكثر من عشر سنوات مع شركة “طهران ميراب” الإيرانية لتنفيذ محطة معالجة طرطوس المركزية، التي لم تكن جدية في تنفيذ الأعمال، ولم تتجاوز نسبة التنفيذ 8 بالمئة، ما انعكس سلباً على الواقع الصحي والبيئي لمدينة طرطوس نتيجة التأخير و الإهمال الحاصل، لذلك تتمّ حالياً متابعة هذا الملف على أعلى المستويات، وهناك تجاوب حكومي واضح من الجهات المعنية لإيجاد حلّ جذري للإشكالية وتسريع تنفيذ المحطة المركزية بأسرع وقت ممكن، وإلى حين إنجاز المحطة، تواصل منظومة الضخ الحالية عملها بشكل متكامل بهدف الحدّ من التلوث الحاصل.

محطات معالجة مكانية

وبخصوص المجمعات والمحاور الرئيسية المنفذة والجاهزة لإنشاء محطة معالجة لها، أكد شاهين أن الشركة العامة للصرف الصحي أنجزت دراسة شاملة لإنشاء 42 محطة معالجة مكانية، موزعة على مستوى محافظة طرطوس، بهدف رفع نسبة المعالجة في المناطق الريفية بشكل كبير، والمساهمة في حماية المصادر المائية من التلوث، ويتم السعي لتنفيذها عن طريق المنظمات المتعاونة والداعمة أو من خلال الخطط الحكومية المركزية، بالإضافة إلى عدد من المشاريع التي ستوضع في الخدمة في العام القادم لتخديم قرى عدة و وضع محطات معالجة عدة في الخدمة.

قيد التجهيز

وعن سبب عدم إنشاء محطات معالجة الدريكيش وصافيتا وقليعة الدلبة، أشار شاهين إلى أنه تم تنفيذ الجزء الأكبر منهما، ويعود التأخر في استكمال التنفيذ إلى وجود بعض العوائق الفنية والإدارية التي حالت دون استكمال الأعمال في الوقت المحدد. ومع تحسن الظروف الأمنية والإدارية بعد التحرير، بدأ العمل الجاد على تذليل العقبات المتبقية، من خلال تعاون الجهات المعنية لإيجاد حلول عملية تضمن استكمال المشاريع ووضعها في الخدمة قريباً، ولفت شاهين إلى أن محافظة طرطوس تضم ست محطات معالجة مياه صرف صحي مستثمرة حالياً، وهي (تعنيتا، بمسقس، خربة الفرس، بعمرة، خربة المعزة، وبصيرة)، وبعد التحرير وضعت الشركة العامة للصرف الصحي خطة عمل شاملة لإعادة تأهيل هذه المحطات، رغم ما واجهته الشركة من تحديات كبيرة في مجال الصيانة والتجهيزات الفنية، إذ تمّ إعداد جداول خاصة بالاستثمار، وتأهيل معظم المحطات من خلال كوادر الشركة، ومنها محطة خربة المعزة التي تعمل حالياً بطاقة تشغيلية، تصل إلى 70 بالمئة مع استمرار بعض أعمال الإصلاح، بينما تعمل محطة تعنيتا بطاقة 70 بالمئة، وتواجه مجموعة أعطال بسيطة، يتم التعامل معها، بالإضافة إلى محطة خربة الفرس التي تعمل بطاقة 70 بالمئة، وفي هذه المحطات الثلاث سيتم إنتاج الحمأة وإجراء الاختبارات عليها لاحقاً، وبالنسبة لمحطتي بعمرة و بمسقس، أكد شاهين أنه رغم عدم استلامهما بشكل نهائي من قبل الشركة، إلا أنها بدأت باستثمارهما بعد الاستلام الأولي، وتتابع العمل فيهما بشكل مستمر، وتواجه بعض الصعوبات في الصيانة والتواصل مستمر مع الجهة المنفذة فرع السدود، وهناك تعاون من قبلهم، حيث أبدوا استعدادهم لمعالجة الأعطال لاحقاً، بينما واجهت الشركة الكثير من الأعطال في محطة معالجة بصيرة، ولاسيما في التجهيزات الفنية، بسبب الرطوبة العالية والأملاح، نظراً لأن مياه المعالجة تصب في البحر و لقربها منه، وبدأت الكوادر منذ بداية الشهر الحالي بتحديد كافة الأعطال الموجودة وعملية تأهيل المحطة، بحيث تكون محطة معالجة بصيرة خلال شهر في الخدمة، وتعمل بطاقة 80 بالمئة تقريباً.

مخبر مركزي للمياه والحمأة

وفي النهاية، أكد شاهين أن الشركة العامة للصرف الصحي تركز دائماً على الاستثمار الأمثل في محطات معالجة الصرف الصحي، نظراً لأن محطات المعالجة هي الأساس في رفع التلوث عن بيئتنا، ولاسيما أن المياه المعالجة الناتجة عنها بعد إجراء التحاليل والاختبارات اللازمة تعد مورداً مهماً جداً للري، وكذلك الحمأة الناتجة هي مصدر مهم للسماد العضوي.

كاشفاً أن الشركة تقوم بدراسة كل الحلول والاقتراحات الممكنة من قبل كوادرها الفنية، والكفاءات الهندسية لإعداد خطة تأهيل للمخبر المركزي، كي يكون مخبراً للمياه والحمأة، ومخبراً أساسياً معتمداً في محافظة طرطوس بما يضمن جودة التحاليل ودقة النتائج.

آخر الأخبار
"  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30) مبادرة "لعيونك يا حلب" تعيد تجهيز المقاعد المدرسية  الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش(COP30)  العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية.. رسالة الرئيس الشرع في COP30 صيانة شوارع السوق التجاري في مدينة درعا مضر الأسعد: "إسرائيل" تطمع في الأراضي السورية وانتهاكاتها ضغط سياسي ظاهرة التشرد في حلب تحت المجهر قفزة غير مسبوقة.. اتفاقيات بالجملة لـ"الطاقة" باستطاعة 5000 ميغاوات مجلس مدينة حلب و"المالية" يقرران تحديد ضريبة عادلة لمولدات "الأمبيرات" الرئيس البرازيلي يستقبل الشرع في قاعة انعقاد قمة المناخ “COP30 من البرازيل.. الشرع يقود سوريا من "التغريبة" إلى "الشراكة الخضراء"  سوريا على أعتاب نموذج تنموي جديد.. ما علاقة الإنسان والبنيان؟ الرئيس الشرع إلى البرازيل: زيارة تاريخية تفتح آفاق الدبلوماسية السورية الجديدة دعوة لصلاة الاستسقاء يوم الجمعة 14 الجاري 425 مليار ليرة كتلة المعاشات التقاعدية للشهر الجاري مؤتمر المناخ.. إعادة هيكلة بيئة سوريا الدبلوماسية وتموضعها الإقليمي